قصة قصيدة أمل الوجار وخلوا الباب مفتوح
مناسبة قصيدة أمل الوجار وخلوا البـاب مفتـوح
أمّا عن مناسبة قصيدة “أمل الوجار وخلوا البـاب مفتـوح” فيروى بأن الشيخ محمد بن المطيري قام ببناء منزل له في مدينة جدة، في حي الشرفية، وفي مقدمة المنزل قام بوضع وجار، وهو ما يوقد فيه النار لكي تعمل عليها القهوة، ومن شدة فرحه بها، كان يفتح باب المنزل، ويقدم القهوة لكل من يمر من أمام المنزل، وكان الناس يستغربون من هذا المشهد، كون أحدًا لم يعد يفعله، ولكن وعلى الرغم من ذلك فقد كان الجار والضيف والغريب يدخل، لأن الباب كان مفتوحًا، وهذا يدل على الإذن بالدخول.
وفي يوم من الأيام، وكان ذلك في ثالث يوم من أيام عيد الفطر المبارك، صلى الشيخ محمد صلاة الصبح، ومن بعد ذلك وكعادته، خرج إلى باب المنزل، وفتح الباب، ومن ثم دخل إلى داخل المنزل، وكان عنده رجل يقال له جميل، فقام جميل بإشعال النار، وبدأ بصنع القهوة، وبينما هو يصنع بها، خرج رجل من المسجد، ودخل إلى البيت، كون الباب كان مفتوحًا، فاستقبله جميل ورحب به، وسأله إن كان يعرف صاحب البيت، فقال له الرجل: لا والله، ولكنّي رأيت بأن الباب مفتوحًا، وجميع الأبواب الأخرى كانت مغلقة، فاستحييت أن أطرق الأبواب المغلقة، وأنا من حائل، وجئت أبحث عن ابني هنا، وكان الشيخ محمد يستمع إلى الحديث من وراء الجدار، وعندها أنشد بيتًا من الشعر قائلًا:
أمل الوجار وخلوا البـاب مفتـوح
خوف المسير يستحـي مـا ينـادي
ومن ثم توجه إلى غرفته، وكتب البيت، ومن ثم توجه إلى الرجل ورحب به، وقام بواجبه، وذبح له، فتغدا، ومن ثم خرج يكمل البحث عن ابنه، حتى وجده، وعاد إلى دياره، ومن ثم كتب قصيدة أكمل بها هذا البيت، وقال فيها:
أمل الوجار وخلوا البـاب مفتـوح
خوف المسير يستحـي مـا ينـادي
نبغي الى جاء نازح الـدار ملفـوح
وشاف البيوت مصككة جاك بـادي
يقلط لديوان به الصـدر مشـروح
ورزقه على رازق ضعاف الجرادي
يا نمر ما في صكت الباب مصلوح
ولا هي بلنـا يـا مضنـة فـوادي
تصلح لمخلوق يبي يستـر الـروح
ناشي عليهـا معتمدهـا اعتمـادي
يا نمر لو المرجله سـدو مسـدوح
كـل نقزهـا حـر ولا بــرادي
لكنها من دونهـا المـر مطـروح
وارض تبي من بذر فعلك سمـادي
رجال تقصيره مع الناس مسمـوح
لا حيث ماله في القديمـة شـدادي
ورجال تقصيره مع الناس مفضوح
وكل يقول النـار تخـر الرمـادي
نبذة عن محمد المطيري
هو محمد بن شلاّح المطيري، وهو شاعر وأديب معروف، ولد بالقرب من المدينة المنورة في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثون ميلادي.
تُعدّ قصيدة “أمل الوجار وخلوا الباب مفتوح” رمزًا لكرم الضيافة العربية الأصيلة، وتُجسّد قيم التكافل والتراحم التي تُميّز المجتمع العربي.
آمل أن تكون هذه القصة قد نالت إعجابكم.