قصة قصيدة أمنزلتي مي سلام عليكما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أمنزلتي مي سلام عليكما

أمّا عن مناسبة قصيدة “أمنزلتي مي سلام عليكما” فيروى بأن ذو الرمة كان في يوم من الأيام في سوق الإبل واقف وهو ينشد شعرًا في ناقة له يقال لها صيدح، وفيه يقول:

إِذا اِرفَضَّ أَطرافُ السِياطِ وَهُلِّلَت
جُرومُ المَطايا عَذَّبَتهُنَّ صَيدَحُ

لَها أُذُنٌ حَشرٌ وَذِفرى أَسيلَةٌ
وَخَدٌ كَمِرآةِ الغَريبَةِ أَسجَحُ

وَعيناً أَحَمِّ الرَوقَ فَردٍ وَمِشفَرٌ
كَسِبَتِ اليَماني جاهِلٌ حينَ تَمرَحُ

وَرِجلٌ كَظِلِّ الذِئبِ أَلحَقَ سَدوَها
وَظِيفٌ أُمَرَّتهُ عَصا السَاق أَروَحُ

وَسوجٌ إِذا اللَيلُ الخُداريُّ شَفَّهُ
عَنِ الرَكبِ مَعروفُ السَماوَةِ أَقرَحُ

إِذا قُلتُ عاجٍ أَو تَغَنَّيتُ أَبرَقَت
بِمثلِ الخَوافي لاقِحاً أَو تَلَقَّحُ

تَراها وَقَد كَلَّفتُها كُلَّ شُقَّةٍ
لأَِيدي المَهارى دونَها مُتَمَتَّحُ

تَموجَ ذِراعاها وَتَرمي بِجَوزِها
حِذاراً مِن الإِيعادِ وَالرَأسُ مُكمَحُ

صُهابِيَّةٌ جَلسٌ كَأَنّي وَرحلَها
يَجوبُ بِنا المَوماةَ جَأبٌ مُكَدَّحُ

يُقَلَّبُ أَشباهاً كَأَنَّ مُتونَها
بِمُستَرشَحِ البُهمى مِنَ الصَخرِ صَردَحُ

وبينما هو يقول الشعر في ناقته، وإذ بالفرزدق يقبل من بعيد، وعندما وصل إليه، أوقفه، وقال له: كيف ترى ما سمعت من شعر يا أبا فراس؟، فقال له الفرزدق: والله إن ما تقول لهو من أفضل ما سمعت، فقال له ذو الرمة: فما بالي لا أذكر مع كبار الشعراء؟، فقال له الفرزدق: لقد تأخرت عن غايات الشعراء، بسبب كثرة بكائك على الأطلال، ووصفك للبعير والإبل، ومن ثم أنشد قائلًا:

أَمَنزِلَتَي مَيٍّ سَلامٌ عَلَيكُما
عَلى النَأيِ وَالنائي يَوَدُّ وَيَنصَحُ

وَدَوِّيَّةً لَو ذو الرُمَيمَةِ رامَها
وَصَيدَحُ أَودى ذو الرَميمِ وَصَيدَحُ

قَطَعتُ إِلى مَعروفِها مُنكَراتِها
إِذا خَبَّ آلٌ دونَها يُتَوَضَّحُ

نبذة عن الفرزدق

هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، وهو أحد شعراء العصر الأموي، ولد في عام ستمائة وواحد وأربعون ميلادي في البصرة في العراق، وكان سبب تسميته الفرزدق هو ضخامة وجهه، أي أنه يشبه الرغيف.

اشتهر بالشعر الذي كان يفخر فيه نفسه وقبيلته، بالإضافة إلى شعر المدح، فقد قام بمدح العديد من الخلفاء الأمويين، بالإضافة إلى العديد غيرهم، كما اشتهر بشعر الهجاء، وكان بينه وبين الجرير نقائض، فاعتادا على هجاء بعضهما البعض.

توفي في عام سبعمائة واثنان وثلاثون في البصرة.


شارك المقالة: