قصة قصيدة - أمن أم أوفى دمنة لم تكلم

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “أمن أم أوفى دمنة لم تكلم”:

نبذة عن الشاعر زهير بن أبي سلمى: هو ربيعة بن رياح بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان يعد من أحد الشعراء المتقدمين وهم: النابغة الذيباني، وامرؤ القيس ، وزهير بن أبي سلمى.

قال قصيدته هذه المعلقة ويذكر فيها قتل ورد بن حابس العبسي أيضاً مدح فيها هرم بن سنان، والحارث بن عوف، وسعد بن ذبيان، فكان زهير بن أبي سلمى يكثر من مدح هرم ووالده سنان، فقام هرم وحلف أن يعطيه كلما مدحه وأن يعطيه كلما سأله وأن يعطيه كلما سلّم عليه إما عبدًا أو وليدةً أو حصانًا فبدأ زهير بن أبي سلمى يستحي من هرم من كثر عطاياه ويتجنب أن يقابله فكان عندما يراه في طريق يأخذ طرقًا آخر، وكان إذا رآه في مجمع كان يقول للجالسين عمتم صباحًا ما عدا هرم، وقد استثنيت أفضلكم.

وفي يوم في آخر عمر زهير بن أبي سلمى رآى منامًا أن أحدًا أتاه وحمله معه إلى السماء حتى أصبح قريبًا من أن يلمسها بيده، ثم أفلته فوقع على الأرض، وعندما اقتربت منيته قال هذه الرؤيا لولده كعب وقال له: إني أشك أن الذي أخذ بيدي هو كائن من خبر السماء يأتي من بعدي، فإن أتاكم تمسكوا به واذهبوا إليه، وتوفي وكان ذلك قبل مبعث النبي صل الله عليه وسلم بسنةٍ، وكان ذلك في سنة 609 ميلادي.

كان يميز زهير بن أبي سلمى نظمه للقصائد ذات الحكمة البالغة، وكان يكثر من الأمثال والمدح، وكان يتجنب أن يسيء لأحد في قصائده، وكان من أفضل الشعراء بشعره، وأبعدهم عن الكلام السخيف، وأجمعهم للدلائل والمعاني الكثيرة مع قلة الكلمات، وكان رجل ذو أخلاق عالية، ونفسه كبيرة، واسع الصدر ورع وحليم، فكان بين قومه من ذوو المنزلة الرفيعة وكان من الأسياد، وكان ذو مال كثير، ومع كل ذلك كان من الشعراء العرقاء.

وكان ممن يهتم كثيرًا بما يخرج منه من شعرٍ وسميت قصائده بالحوليات؛ وذلك لأنه كان ينظم القصيدة في أربعة شهور ويهذبها في أربعٍ ويعرضها على من كان عنده من شعراء في أربعٍ، فكانت تأخذ القصيدة منه سنة كاملة فلا ينشرها إلا بعد سنة من بدئه فيها.

ونظم زهير بن أبي سلمى معلقة يقال فيها أنها أشعر شعره، وقيل فيها أنها تشبه كلام الأنبياء؛ فكان فيها الحكمة البالغة والأخلاق الفاضلة والأغراض النبيلة والموعظة الحسنة والمعاني الرائعة.

أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

قصد الشاعر زهير بهذا البيت أمن منازل الحبيبة التي تدعى أم أوفى وهي دار سوداء من الرماد وأنه من بعده عنها ولأنها تغيرت لم يعد يذكر تفاصيلها.

وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ

بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ

يقول زهير بن أبي سلمى في هذا البيت أن بهذا البيت بقر عيونها واسعات، وظباء بيضاء يمشين بها خالفات بعضها بعضًا ويقوم أولادها من مخدعهم ليرضعوا من أمهاتهم.

وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ

أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ

كما قال أيضاً:

وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ فَإِنَّهُ
يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ

وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ

وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ
وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ

وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ
وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ

المصدر: كتاب " العصر الجاهلي " إعداد شوقي ضيفكتاب " في تاريخ الأدب العربي " إعداد شوقي ضيفكتاب " مجنون ليلى " تأليف أحمد شوقيكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليل


شارك المقالة: