قصة قصيدة أهيم بدعد ما حييت فإن أمت

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أهيم بدعد ما حييت فإن أمت

أمّا عن مناسبة قصيدة “أهيم بدعد ما حييت فإن امت” فيروى بأنّه كان نصيب بن رباح يحب فتاة يقال لها دعد، وكان حبه لها شديدًا، ويصل لدرجة الهيام، وكان يخاف أن يموت، لأنه لا يعرف من الذي سوف يحب حبيبته من بعده، وفي خبر ذلك يقول:

أَهيمُ بِدعد ما حيّيت فَإِن أمت
فَوا حُزنا من ذا يَهيمُ بِها بَعدي

وَدعد مَشوب الدل توليكَ شيمَة
لِشك فَلا قُربى بِدعد وَلا بُعدي

وفي يوم من الأيام وبينما كان الخليفة عبد الملك بن مروان في مجلسه، ومن حوله الشعراء والأدباء، أتى ذكر ما قال نصيب في حبيبته أمامهم، فسألهم أمير المؤمنين عن رأيهم فيما قال، فعابوا عليه كلهم ما قال، فقال لهم الخليفة: فلو كان الأمر عائد لكم، فماذا كنتم ستقولون؟، فقال له أحدهم: يا مولاي، كنت سأقول:

تُحبُّكُمُ نَفْسي حَيَاتي فإِنْ أَمُتْ
أُوَكِّلْ بدَعْدٍ مَنْ يَهيمُ بها بَعْدِي

فقال له أمير المؤمنين: والله إنّ ما قلت لهو أسوأ ممّا قال هو، فقال له الحاضرون: وكيف كنت ستقولها يا أمير المؤمنين؟، فقال لهم: كنت سأقول:

أهيم بدعدٍ ما حييت فإن أمت
فلا صلحت دعدٌ لذي خُلةٍ بعدي

فتعجب جميع الحاضرين مما سمعوه من الخليفة، وقالوا له: والله إنك يا أمير المؤمنين أعلم الناس بالشعر، وأشعرهم له.

نبذة عن نصيب بن رباح

هو نصيب بن رباح، ويقال له أبو محجن، شاعر من فحول الشعراء، كان عبدًا أسودًا لرجل يقال له راشد بن عبد العزي وهو من كنانة، وفي يوم من الأيام أنشد أبياتًا من الشعر أمام الخليفة عبد الملك بن مروان، فقرر أن يشتريه من مولاه، ويعتق رقبته.

وكان كثير التغزل بامرأة يقال لها أم بكر، وهي زينب بنت صفوان، من كنانة، وكان من أشهر ما قال فيها:

بزينَب المم قَبل ان يَرحَل الرَكب
وَقُل ان تَمَلّينا فَما مَلَك القَلب

وَقُل اِن قُرب الدار يَطلُبُه العدى
قَديماً وَنَأى الدار يَطلُبُه القرب

وَقُل ان نَنَل بِالود مِنكَ مَحَبَّة
فَلا مِثل ما لاقيتُ من حُبِّكُم حُب

وَقُل في تَجنيها لَكَ الذَنبُ اِنَّما
عتابُك من عاتَبت فيما لَهُ عَتب


شارك المقالة: