قصة قصيدة أيا خالدا أعني سعيد بن خالد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أيا خالدا أعني سعيد بن خالد:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أيا خالدا أعني سعيد بن خالد” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بن مروان في مجلسه، وعنده وجوه بني امية، وبينما هم جالسون يتباحثون أمور الدولة، استأذن أحدهم للدخول إلى المجلس، فأمر له بالدخول، وعندما دخل سأله سليمان عن نسبه وسبب قدومه، فقال له: أنا سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، وإني يا أمير المؤمنين قد جئتك لكي أشكو لك أحدهم، فقال له الخليفة: ومن هو؟، فقال له: موسى شهوات، فقال له الخليفة: وماذا فعل؟، فقال له: لقد تكلم عني، وتطاول على عرضي، فأمر الخليفة أحد غلمانه بأن يذهب ويحضر له موسى.

وعندما دخل موسى إلى المجلس، قال له الخليفة: هل تكلمت عن سعيد، وتطاولت على عرضه، فقال له موسى: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكني قد قمت بمدح ابن عم له، فغضب بسبب ذلك، فقال له الخليفة: وما سبب مدحك لابن عمه؟، فقال له: لقد أعجبت بجارية وأردت شرائها، ولكني لم أكن أملك ثمنها، فذهبت إليه وهو صديقي، وشكوت إليه قلة حيلتي، ولكنه لم يساعدني وأعرض عني، فذهبت إلى ابن عمه سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد، وأخبرته بقصتي، وشكوت إليه قلة حيلتي، فأخبرني أن أعود إليه، فعدت إليه بعد ثلاثة أيام، فأجلسني، وانتظر حتى غادر جميع من كان في المجلس، وقام إلى باب وفتحه، وإذ بالجارية ورائه، فقال لي: هل هذه الجارية التي تبغاها؟، فقلت له: نعم والله.

وأكمل موسى قائلًا: ومن بعد أن أعطاني الجارية، أجلسني، وأمر غلامًا عنده أن يناولني صرة فيها مال، ففتحتها، وإذ بها مائة دينار، وأمر غلمانه أن يشتروا لي بيتًا وأن يقوموا بتجهيزه لي، فقال له أمير المؤمنين: وماذا قلت فيه؟، فأنشد موسى قائلًا:

أيا خالدًا! أعني سعيدَ بن خالدٍ
أخا العُرفِ لا أعني ابنَ بنتِ سعيدِ

ولكنَّني أعني ابن عائشة الذي
أبو أبويه خالدُ بن أَسِيد

عقيدُ الندى ما عاش يَرضى به الندى
فإن مات لم يرضَ الندى بعقيدِ

دعوهُ دعوهُ إنكم قد رقدتُمُ
وما هو عن أحسابكم برَقودِ

فأمر أمير المؤمنين بأن يحضروا له سعيد الذي مدحه موسى، فأحضروه له، وعندما دخل إلى مجلسه، قال له الخليفة: أحقًا ما وصفك به موسى، فقال له سعيد: وبما وصفني يا مولاي؟، فأخبره بخبر موسى، وما قال فيه، فقال له سعيد: نعم يا مولاي هو حق، فقال له الخليفة: وكم كلفك كل هذا، فقال له سعيد: ثلاثون ألف درهم، فقال له الخليفة: ولك مني بدلًا عنها مائة ألف.

نبذة عن الشاعر موسى شهوات:

هو أبو محمد، موسى بن يسار المدني، مولى بني تيم، وهو من أهل المدينة المنورة، وكان كثير التردد إلى دمشق، حيث الخلفاء الأمويين، فيمدحهم ويتكسب منهم.


شارك المقالة: