قصة قصيدة - أيا قومنا لا تشبوا الحرب بيننا

ما لا تعرف عن قصة قصيدة “أيا قومنا لا تشبوا الحرب بيننا”:

أمَّا عن قصة قصيدة “أيا قومنا لا تشبوا الحرب بيننا” سافر ابن بويه الديلمي إلى نصيبين في سنة ثلاثمائة وسبعً وثلاثين لمقابلة ناصر الدولة الحمداني وكتب إلى الأمير سيف الدولة الحمداني بأن يتجه لمقابلتهم في نصيبين لكي يجتمعوا ويدرسوا ما بينهم من مشاكل.

فأقام أيامًا هنالك حتى أستعدَّ ومن ثم سافر إلى الرقة بعد أن أصلح الأمير ناصر الدولة بينه وبين سلطانه، وبعد أنْ وجد من تقصير سيف الدولة من التوجه للإجتماع في تلك الإيام، إتجه إلى ديار بكر لأن له إعمالاً ومصالح فيها وأعطى الرجال الذين يعملون لديه هنالك الأموال التي لهم عليه.

وكان قد قرر إقامة الحرب على سيف الدولة، فلما رأى أبو فراس الحمداني أن الحرب بدأت تدق الأبواب كتب هذه القصيدة متمنيًا منهم التراجع عن قرارهم وقال في لك:

أيا قومنا لا تُنشبوا الحرب بيننا
أيا قومنا لا تقطعوا اليد باليد

فيا ليت داني الرحم بيني وبينكم
إذا لم يقرب بيننا لم يُبعّدِ

عداوة ذي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند

وفي العادة لا نرى بقصائد أبي فراس الحمداني القسوة في الهجاء إلاّ مع أعداء المسلمين الين ياتون محاربين. ولكنه في هذه القصيدة هاجم قومه بهذه القسوة وهو يعيش بينهم، وإنما يبين ذلك مدى ما كان يتمتع به أبو فراس الحمداني من إحساس بالرفعة والعزة في وجه الأعداء، وهو الأمر الذي نحن بأمس الحاجة إليه في هذه الأيام.

ما هي الروميات عند أبو فراس الحمداني:

ألف الشاعر أبو فراس الحمداني معظم أشعاره عندما كان أسيرًا في سجن الروم؛ لذلك سميت أشعاره بالوميات فكانت تعبر عن معاناته، وعتابه لابن عمه سيف الدولة الحمداني وكانت أشهر قصيدة له (آراك عصي الدمع).

فذكر أبو فراس الحمداني عدة موضوعات في شعره، وهي:

• الشوق لوطنه.
  
• الحنين والذكريات التي عاشها في كنف سيف الدولة الحمداني.
  
• البطولة التي عاشها.
  
• الشكوى لسيف الدولة الحمداني.
  
• كتمان حبه لابن عمه أمير حلب.
  
• كان أبو فراس الحمداني شديد الصبر، من أقواله على ذلك:
  

صبورٌ ولو لم تبق منّي بقيّةٌ
قؤولٌ ولو أنّ السيوفَ جوابُ

• وأيضاً كان أبو فراس الحمداني كاتمًا للسر، ويظهر ذلك في قوله:
  
  

يا قوم إني امرؤٌ كتومٌ
تصحبني مُقلةُ نُمومِ