قصة قصيدة أيها الركب الميمم أرضي

اقرأ في هذا المقال


في نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية، حصلت العديد من الوقائع والأخبار، واليوم نقص عليكم خبر عبد الرحمن الداخل، وما حصل له في هذه الفترة.

من هو عبد الرحمن الداخل؟

أبو المطرَّف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي القرشي، مؤسس الدولة الأموية في الأندلس.

قصة قصيدة أيها الركب الميمم أرضي

أما عن مناسبة قصيدة “أيها الركب الميمم أرضي” فيروى بأن عبد الرحمن الداخل قد ولد في دمشق، وبعد أن انتهى حكم الأمويين في الشام، وبدأ العباسيون باللحاق برجالهم، فيأسرون بعضهم ويقتلون آخرون، هرب عبد الرحمن، واختبأ في قرية على ضفاف نهر الفرات، ولكن بعض الفرسان من بني العباس قاموا باللحاق به، فدخل إلى الأدغال، واختبأ فيها، حتى تيقن من أنه بأمان منهم، فخرج من الشام، وتوجه إلى إفريقية، ودخل إلى دولة المغرب.

وعندما وصل إلى المغرب، طلبه عاملها عبد الرحمن الفهري، فهرب من هنالك إلى مكناسة، وأقام هنالك مدة من الزمان يراسل من في الأندلس من بني أمية، فأجابوه، وبعثوا إليه بمركب يحوي جماعة من كبارهم، وقدموا له الطاعة، وعادوا به إلى الأندلس، ودخلوا به إلى مدينة إشبيلية، ومن هنالك توجهوا إلى قرطبة، ودخلها واستقر بها بعد أن انتصر على واليها يوسف بن عبد الرحمن الفهري، وأعلن إمارته فيها، بعد أن اطمأن له أهلها، وبنى قصرًا، وبنى فيها المساجد.

وخلال كل هذا بقي عبد الرحمن الداخل يحمل شوقًا في قلبه لربوع الشام، التي ولد فيها، ونشأ فيها، وأنشد في ذلك العديد من القصائد، ومنها قصيدة قال فيها:

أيها الركـب الميــمم أرضي
أقر من بعضي السلام لبعضي

إن جسمـي كما علمت بأرض
وفــؤادي ومـالـكيــه بأرض

يعبر الشاعر في هذه الأبيات عن شوقه إلى أرضه ووطنه، وهي الشام، ويوصي من في طريقه إلى هنالك أن يبلغها سلامًا منه، فإن جيده يعيش في بلد، ولكن قلبه وحبه هما ملك للشام وأرضها.

قـدّر البيـــن بيننـا فافترقنا
وطوى البين عن جفوني غمضي

قد قضى الله بالفراق علينا
فعسى باجتمـاعنا سوف يقضي

الخلاصة: بعد أن انتهى حكم الأمويين في الشام، وأخذ العباسيون يقتلون كل من بقي من مواليهم، هرب عبد الرحمن الداخل، وتوجه إلى المغرب، ومن هنالك توجه إلى الأندلس، ودخل إلى قرطبة، وأعلن الإمارة فيها، وخلال كل هذا لم ينسى الشام، وبقي الشوق في قلبه لها.


شارك المقالة: