قصة قصيدة إذا دب نمل على الشجر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إذا دب نمل على الشجر:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إذا دب نمل على الشجر” فيروى بأنه في يوم من الأيام دخل أحد عمال قصر طوب قابي، والذي كان يملكه السلطان العثماني سليمان القانوني، دخل في يوم إلى السلطان، وأخبره بأن النمل قد أكل اغصان الشجر في القصر، يسمى السلطان أهل الخبرة، فأشاروا عليه بأن يقوم بدهن أغصان الشجر بالجير، ولكن السلطان لم يكن يفعل أي شيء من دون الرجوع إلى مفتي الدولة أبو السعود أفندي والذي كان يلقب بشيخ الإسلام.

وقد قرّر أن يذهب بنفسه إلى بيت المفتي، ويأخذ منه الفتوى على دهن أغصان الشجر بالجير، وبالفعل توجه إلى بيته، ولكّنه لم يجده هنالك، فكتب غليه برسالة، وكتب له فيها بيتًا من الشعر، قال فيه:

إذا دب نمل على الشجر
فهل في قتله ضرر

وعندما رأى المفتي الرسالة، بعث إلى السلطان سليمان القانوني بكتاب، وكتب فيه بيتًا من الشعر، قال فيه:

إذا نُصبَ ميزان العدل
أخذ النمل حقه بلا وجل

وفي رده على السلطان كان يشير إلى ما هو أعظم وأهم من النمل وأغصان الشجر، وبالفعل كان السلطان عادلًا يقيم ميزان العدل في كل شيء، فلا يقرر حكمًا إلا إذا أخذ فتوى عليه من مفتي الدولة أو من الهيئة العليا للعلماء في الدولة العثمانية وقتها.

نبذة عن السلطان سليمان القانوني:

هو سليمان الأول بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل، هو ثاني من حمل لقب أمير المؤمنين من الخلفاء العثمانيين، ولد في عام ألف وأربعمائة وأربعة وتسعون ميلاجي في مدينة طرابزون في تركيا.

توفي في معركة زيكتور، فعادوا به إلى إسطنبول، وعندما وصلوا إلى تركيا وجدوا أنه قد كتب في وصيته بوضع صندوق معه في القبر، فتحيروا واعتقدوا أنه مليء بالذهب، فلم يجيزوا إتلافه تحت التُراب، وقرروا فتحه، ودهشوا عندما وجدوا أنّ الصّندوق ممتلئٌ بفتاويهم، حتى يدافع بها عن نفسه يوم القيامة، فبدأ الشيخ أبو السعود يبكي، وهو يقول: لقد أنقذت نفسك يا سليمان، فأي سماء تظلنا وأي أرض تحوينا إن كنا مخطئين في فتاوينا؟.


شارك المقالة: