مناسبة قصيدة إذا كان الطباع طباع سوء
روى الشاعر العربي المدعو ب الأصمعي أنّ امرأة أعرابية عجوز كانت ترعى نعجة لها في الغابة، وهناك وجدت ذئباً حديث الولادة فعطفت عليه وأخذته معها إلى بيتها لكيّ تربية وتحن عليه مع نعجتها، فكانت هذه النعجة هي رأس مالها فكانت هذه العجوز تحلبها وتقتات على بعض من لبنها وتبيع المتبقي وكان الذئب يشرب حينها من حليب النعجة.
أصبحت هذه النعجة بمقام الأم لهذا الذئب ومع مرور الأيام كبُر الذئب الصغير وذهبت الأعرابية إلى السوق لتبيع بعض من اللبن وبعد ساعات من الزمن عادت إلى بيتها فوجدت أن الذئب قد هاجم النعجة وأكلها، فحزنت هذه الأعرابية على ما فعله الذئب الذي كان معروفاً بطبعه، فأنشدت هذه الأبيات وهي حزينه وقالت بحرقة ولوعة عصفت في قلبها :
بقرت شويهتي وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ابن ربيب ُ
غذيت بدرها ونشأت معها
فمن أنباك أن أباك ذيب ُ
إذا كان الطباع طباع سوء ٍ
فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ