قصة قصيدة إذا ما أرادت خلة أن تزيلنا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إذا ما أرادت خلة أن تزيلنا

أمّا عن مناسبة قصيدة “إذا ما أرادت خلة أن تزيلنا” فيروى بأن امرأة يقال لها عائشة بنت طلحة بن عبيد الله في طلب الشاعر الأموي كثير عزة، وعندما أتاها ودخل إليها، قالت له: يا أخي أريد أن أسألك سؤالًا، وأتمنى منك أن تجيبني بصراحة، فقال لها: هات ما عندك، فقالت له: ما الذي يدعوك إلى قول كل ما تقول من شعر في محبوبتك عزة، وهي ليست كما تصفها من حسن وجمال؟، ولو أنك شئت لأحببت غيرها، على أن تكون أكثر منها جمالًا، مثلي أنا أو مثل غيري، فأنا أجمل وأشرف منها، فرد عليها كثير قائلًا:

إِذا ما أَرادَت خُلَّةٌ أَن تُزيلَنا
أَبَينا وَقُلنا الحاجِبِيَّةُ أَوَّلُ

سَنوليك عُرفاً إِن أَرَدتِ وِصالَنا
وَنَحنُ لِتِلكَ الحاجِبِيَّةِ أَوصَلُ

لَها مَهَلٌ لا يُسطاعُ دِراكُهُ
وَسابِقَةٌ في الحُبِّ ما تَتَحَوَّلُ

تَرامى بِنا مِنها بِحَزنِ شَراوَةٍ
مُفَوِّزَةً أَيدٍ إِلَيك وَأَرجُلُ

كَأَنَّ وِفارَ القَومِ تَحتَ رِحالِها
إِذا حُسِرَت عَنها العَمائِمُ عُنصُلُ

يَزُرنَ أَميرَ المُؤمِنينَ وَعِندَهُ
لِذي المَدحِ شُكرٌ وَالصَنيعَة مَحمِلُ

لَهُ شيمَتانِ مِنهُما أَنسِيُّةٌ
وَوَحشِيَّةٌ إِغراقُها النَهىَ مُعجَلُ

فَراعِهِما مِنهُ فإِنَّهُما لَهُ
وَإِنَّهُما مِنهُ نَجاةٌ وَمَحفِلُ

فقالت له عائشة: إنك قد جعلتني في شعرك لك خلة، وأنا لست كذلك، وقمت بعرض وصالك علي، وأنا لا أريد ذلك حتى لو أردت أنت ذلك، ألا قلت كما قال جميل:

وَيَقُلنَ إِنَّكَ قَد رَضيتَ بِباطِلٍ
مِنها فَهَل لَكَ في اِعتِزالِ الباطِلِ

وَلَباطِلٌ مِمَّن أُحِبُّ حَديثَهُ
أَشهى إِلَيَّ مِنَ البَغيضِ الباذِلِ

لِيُزِلنَ عَنكِ هَوايَ ثُمَّ يَصِلنَني
وَإِذا هَويتُ فَما هَوايَ بِزائِلِ

صادَت فُؤادي يا بُثَينَ حِبالُكُم
يَومَ الحَجونِ وَأَخطَأَتكِ حَبائِلي

مَنَّيتِني فَلَوَيتِ ما مَنَّيتِني
وَجَعَلتِ عاجِلَ ما وَعَدتِ كَآجِلِ

وَتَثاقَلَت لَمّا رَأَت كَلَفي بِها
أَحبِب إِلَيَّ بِذاكَ مِن مُتَثاقِلِ

نبذة عن كثير عزة

هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي، وهو أحد شعراء العصر الأموي، ولد في المدينة المنورة في عام ستمائة وستون ميلادي، واشتهر بحبه لفتاة يقال لها عزة بنت جميل بن حفص بن إياس الغفارية الكنانية.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: