قصة قصيدة إذا ما ابن عبد الله خلى مكانه
أمّا عن مناسبة قصيدة “إذا ما ابن عبد الله خلى مكانه” فيروى بان نبي الله سليمان عليه السلام كان في يوم من الأيام في مجلس له، وكان عنده طيور من جميع الأنواع، ومن هذه الطيور كان هنالك طائر يقال لها العنقاء، وبينما هم في المجلس أخذوا يتحدثون عن قضاء الله وقدره، وبأنه لا مفر للإنسان من قضاء الله، وأن لا يوجد من يستطيع تغييره، ولكن العنقاء خالفتهم الرأي، وقالت لهم بأنها تستطيع تغيير قدر الله، وعندما سمع نبي الله سليمان كلامها، أراد أن يتحداها، فقال لها: ألا أخبرك بشيء عجيب، فإنه اليوم سوف يولد فتى في المغرب، وفتاة في المشرق، وهما من أبناء الملوك، وسوف يجتمع الفتى بالفتاة على جزيرة عندما يكبران، وسوف يتزوجان، فسألته العنقاء عن اسم الفتى والفتاة، وعن مكانهما، ووعدته بأنها سوف تفرق بينهما، فقام نبي الله سليمان بإشهاد كافة الطيور على كلامها.
فخرجت العنقاء من مجلس النبي، وتوجهت إلى قصر الفتاة، وقامت بخطفها، وأخذتها إلى جزيرة نائية لم يمسها إنسان من قبل، واعتنت بها، وأصبحت تحضر لها طعامها وشرابها، حتى كبرت الفتاة، وكبر الفتى وأصبح شابًا، وأصبح مولعًا بالصيد، وفي يوم أراد أن يذهب في رحلة صيد في البحر، فذهب إلى أبيه، وطلب إذنه للذهاب، فجهز له أباه سفينة، وانطلق الشاب في رحلته.
وبينما هو في البحر تحطمت السفينة، وكان ذلك بالقرب من الجزيرة التي تسكنها الفتاة، وعندما نزل إلى الجزيرة، ورأى الفتاة، فأحبها وقرر أن يتزوج منها، وفي هذه الأثناء كان نبي الله سليمان في مجلسه، وعنده الطيور، وكان قد بلغه من الريح خبر زواجهما، فسأل العنقاء عن خبر الشاب والفتاة، فأخبرته العنقاء بأنها قد منعتهما من الزواج، وأنها قامت بإخفاء الفتاة عن هذا الشاب، فطلب منها النبي أن تذهب لكي تتأكد من ذلك، فذهبت، وبعث معها طيورًا لكي يتأكدوا من صحة كلامها، وعندما وصلت وجدت أن الشاب قد تزوج من الفتاة، وأنّها لم تستطع الوفاء بعهدها، فطارت تجاه المغرب، وأقسمت بانها لن تعود إلى المشرق استحياء من بقية الطيور، وقد أورد الفراهيدي اسم العنقاء في شعر له قال فيه:
إذا ما ابنُ عبد الله خلَّى مكانه
فقد حلَّقت بالجُودِ عنقاء مُغرِبُ
وَلَدنا بني العَنقاء وابنى مُحرَّقٍ
فأكرِم بنا خالاً وأكرِم بنا أبنَما
نبذة عن الفراهيدي
هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري، ولد في عام مائة للهجرة في البصرة في العراق، وهو عالم لغوي مسلم.