قصة قصيدة إذا ما طلعنا من ثنية لفلف
أمّا عن مناسبة قصيدة “إذا ما طلعنا من ثنية لفلف” فيروى بأن أرطأة بن سهية خرج في يوم من الأيام من بادية غطفان الواقعة في شبه الجزيرة العربية، وتوجه إلى الشام، وكان يريد من سفره أن يدخل إلى مجلس أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وعندما وصل إلى الشام، توجه إلى قصر الخليفة، ووقف على بابه، واستأذن للدخول إليه، فدخل الحاجب إلى الخليفة، وأخبره بأن أرطأة في الخارج يستأذن للدخول، فأمره الخليفة أن يدخله، فخرج الحاجب، وأدخل أرطأة إلى مجلس أمير المؤمنين.
وعندما دخل أرطأة بن سهية إلى مجلس الخليفة، ووقف بين يديه، سلم عليه بأفضل السلام، وهنأه بما ظفر به، وقام بمدحه بقصائد أفرحت الخليفة، فأكرمه الخليفة، وأحسن مقامه عنده، وقربه منه، فأطال أرطأة المقام في الشام، وبسبب كل ذلك تمنى أعداءه لو أنه يموت، وضمروا له الشر، وبعد مدة من الزمن قرر أرطأة أن يعود إلى بلاده، فدخل إلى مجلس الخليفة واستأذنه بأن يعود، فأذن له الخليفة، فخرج من مجلس الخليفة، وجهز نفسه للسفر، وخرج متوجهًا صوب بلاده، وعندما وصل إلى دياره، وكانت حاله قد تغيرت، وكان قد ملأ يديه، بلغه ما قالوا فيه، فأنشد قائلًا:
إذا ما طَلَعْنا من ثَنِيَّةِ لَفْلَفٍ
فخبِّرْ رجالاً يَكْرهُون إيابي
وخَبِّرهُمُ أني رجعْتُ بغبطة
أُحَدِّدُ أَظْفَاري ويَصْرُفُ نابي
وإني ابنُ حرب لا تزالُ تَهِرُّني
كلابُ عدوِّي أو تَهِرُّ كلابي
نبذة عن أرطأة بن سهية المري
هو أرطاة بن زفر بن عبد الله بن مالك بن شداد بن عقفان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وهو شاعر فصيح من شعراء عصر صدر الإسلام والعصر الأموي، كان امرؤ صدق شريف من شرفاء قومه، ونسب إلى أمه التي تدعى سهية.
ولد أرطأة بن سهية في بادية غطفان التي تقع في نجد في شبه الجزيرة العربية، وتوفي فيها.