قصة قصيدة إلى ملك يستغرق المال جوده

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إلى ملك يستغرق المال جوده:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إلى ملك يستغرق المال جوده” فيروى بأنه في يوم من الأيام غادر أشجع السلمي من البصرة متوجهًا إلى الرقة في سوريا، وعندما وصل إليها كان الخليفة العباسي هارون الرشيد في غزوة، فخرج إليه، ولكنّه حينما وصله كان قد أنهى الغزوة وفي طريق عودته، فعاد أشجع إلى الرقة وتوجه إلى أهل دار الرشيد، فصاح أحدهم عليه قائلًا: إن كنت شاعرًا فعد في يوم الخميس، فغادر أشجع وعاد في يوم الخميس، وكان يومها هنالك سبعة شعراء غيره، ولكنهم أمروهم أن يعودوا في يوم الجمعة، فغادروا وعادوا ثانية في يوم الجمعة، وعندها أدخلوهم إلى الرشيد.

فأخذ الشعراء يتقدمون الواحد تلو الآخر، وكل منهم يمدح الرشيد، وحينما أتى دور أشجع السلمي كان وقت الصلاة قد اقترب، فقال له هارون الرشيد: هات، أسمعنا ما عندك، فخاف أشجع أن يبدأ قصيدته من أولها والتي ذكر فيها نسب هارون الرشيد، فتجب الصلاة على الرشيد، ويقوم إليها، وابتدأ ينشد من موضع المدح قائلًا:

إلى ملك يستغرق المال جوده
مكارمه نهب ومعروفه سكب

وما زال هارون الرضا بن محمد
له من مياه النصر مشربها العذب

متى تبلغ العيس المراسيل بابه
بنا فهناك الرحب والمنزل الرحب

لقد جمعت فيك الظنون ولم يكن
بغيرك ظن يستريح له قلب

جمعت ذوي الأهواء حتى كأنهم
على منهج بعد افتراقهم ركب

بعثت على الأبناء أبناء دربة
فلم يقيم منهم حصون ولا درب

وما زلت ترميهم بها متفردا
أنيساك حزم الرأي والصارم والعضب

جهدت فلم أبلغ علاك بمدحة
وليس على من كان مجتهدا عتب

فضحك الخليفة، ثم قال: خفت أن تبدأ قصيدتك بذكر النسب، وأن أقوم للصلاة، فلا يتاح لك أن تقول ما عندك من مدح، ثم أمره بأن ينشده النسب، فأنشده إياه، فأمر هارون الرشيد لكل شاعر من الشعراء بعشرة آلاف درهم، وأمر لأشجع بعشرين ألف درهم.

نبذة عن أشجع السلمي:

هو ابن عمرو السلمي، يلقب بأبي الوليد، من شعراء العصر العباسي، ولد في اليمامة، وبعد أن توفي والده، أخذته أمه وذهبت به إلى البصرة، ونشأ فيها، وعندما كبر وأصبح يجيد الشعر، نسبته قبيلة قيس إليها، حيث لم يكن عندهم شاعر كما يوجد عند أهل ربيعة وأهل اليمن، ثم انتقل إلى بغداد واتصل بالخليفة العباسي أبي جعفر المنصور.


شارك المقالة: