قصة قصيدة إنها محنة الكرام إذا ما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إنها محنة الكرام إذا ما

أمّا عن مناسبة قصيدة “إنها محنة الكرام إذا ما” فيروى بأن سهل السرخسي والد الفضل كان له اتصال بسلام بن الفرج، وهو أحد موالي يحيى بن خالد البرمكي وكان ذلك في فترة خلافة هارون الرشيد، ودخل الإسلام على يديه، وبسبب ذلك اتصل الفضل بن سهل بالفضل بن يحيى البرمكي، واتصل أخاه حسن بن سهل بالعباس بن الفضل البرمكي، وضمن لهما يحيى بن خالد ولايتهما، وفي يوم قام الفضل بن سهل بترجمة كتاب من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، فأعجب يحيى بن خالد بفهمه وتفاءل به خيرًا، وقربه من الخليفة العباسي هارون الرشيد، ودعاه للدخول إلى الإسلام، لعل ذلك يرفع من مقامه، وبذلك يكون قد أحسن إليه.

وقام يحيى بن خالد بإرسال يحيى بن سهل إلى ابنه جعفر، لكي يدخل الإسلام على يديه، ويقربه من ولي العهد المأمون، فقام جعفر بتقديمه للمأمون ودخل للإسلام على يديه، وعندما أصبح المأمون خليفة، رفع من أمره وجعله مسؤولًا عن السيف والقلم، وجعل أخاه مسؤولًا عن الخراج، وكان الجعفر يملك العديد من المزايا الفاضلة، بالإضافة إلى خبرته في العديد من العلوم، وخبرته فيها، وكان له العديد من الأقوال المأثورة التي تدل على رجوح عقل صاحبها، ففي يوم عتب على واحد من أصحابه، فاعتذر منه صديقه، فأنشد الفضل قائلًا:

إنها محنة الكرام إذا ما
أجرموا أو تجرموا الذنب تابوا

واستقاموا على المحبة للأخ
وان فيما ينوبهم وأنابوا

وفي يوم من الأيام قال: والله ما كان البخيل بخيلًا إلا لسوء ظنه بالله، وما كان الكريم كريمًا إلا لحسن ظنه بالله، وفي يوم من الأيام مرض، وعندما شفي من مرضه جلس مع أصدقاءه، فهنئوه بسلامته، فقال لهم: إن في المرض نعمًا عديدة يجب علينا جميعًا معرفتها، فإنها تذهب الذنب، وتثيب من صبر عليه، وتوقظنا من غفلتنا، وتذكرنا بنعمة الصحة، وتستدعي التوبة في قلوبنا، وتشجعنا على أداء الصدقة، والقبول بقضاء الله وقدره.

نبذة عن الفضل بن سهل

هو أبو العباس السرخسي الفضل بن سهل بن زاذا نفروخ السرخسي، لقب بذي الرياستين، وزير الخليفة العباسي المأمون.


شارك المقالة: