نروي لكم اليوم ما حصل في يوم السلان بين بني عامر بن صعصعة وبين الملك النعمان بن المنذر.
من هو لبيد بن ربيعة؟
هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، من أهل نجد.
قصة قصيدة إني امرؤ منعت أرومة عامر
أما عن مناسبة قصيدة “إني امرؤ منعت أرومة عامر” فيروى بأن بني عامر بن صعصعة متشددون في دينهم، وكانوا لا يدينون للملوك، وعندما أصبح النعمان بن المنذر ملكًا، كان يرسل في كل عام قافلة إلى سوق عكاظ، وفي عام من الأعوام تعرض بنوا عامر لقافلته وأخذوها، فغضب النعمان وبعث إليهم أخاه، وبعث معه فرسانًا من قبائل تميم والرباب وبني ضبة، فكان معه جيش عظيم، وكانوا وقتها في منطقة بنواحي السلان، فخرجوا من دون أن يعلم أحد بأمرهم، وقالوا بأنهم يريدون حماية قافلة الملك.
ولكن وبينما هم في طريقهم إلى بني عامر أرسل إليهم عبد الله بن جدعان يخبرهم بمسيرهم إليهم، فتهيأوا للقتال، ولقوا جيوش الملك النعمان في السلان، واقتتلوا معهم قتالًا شديدًا، وبينما هم يتقاتلون نظر يزيد بن عمرو إلى أخي النعمان وعلم بأنه صاحب شأن، فوثب عليه وأسره، وعندها هزم جيش النعمان، وانتصر بنو عامر، وفي خبر ذلك اليوم أنشد لبيد بن ربيعة يفخر بقومه قائلًا:
إنّي امرؤ منعت أرومة عامر
ضيمي وقد حنقت عليّ خصوم
وفي هذه القصيدة قال:
وَغَداةَ قاعِ القُرنَتَينِ أَتَينَهُم
رَهواً يَلوحُ خِلالَها التَسويمُ
يفخر الشاعر بقومه وما فعلوا في يوم السلان، ويقول بأنهم أتوهم جماعة يلوحون في تلك الحرب.
بِكَتائِبٍ تَردي تَعَوَّدَ كَبشُها
نَطحَ الكِباشِ كَأَنَّهُنَّ نُجومُ
نَمضي بِها حَتّى تُصيبَ عَدُوَّنا
وَتُرَدَّ مِنها غانِمٌ وَكَليمُ
وَتَرى المُسَوَّمَ في القِيادِ كَأَنَّهُ
صَعلٌ إِذا فَقَدَ السِباقَ يَصومُ
وَكَتيبَةُ الأَحلافِ قَد لاقَيتُهُم
حَيثُ اِستَفاضَ دَكادِكٌ وَقَصيمُ
وقاع القريتين هي يوم السلان.