قصة قصيدة إني بليت بأربع ما سلطوا

اقرأ في هذا المقال


اني بليت باربع

أمَّا عن قصة قصيدة “إني بليت بأربع ما سلطوا” تروى هذه القصيدة أنَّ مالك بن دينار كان مارًا في السوق فرأى هناك شخصًا يبيع التين فاشتهت نفسه بعضًا منه، ولم يكن معه ثمنه فطلب من بائع التين أن يعطيه بعضً منه على أن يؤديه ثمنه في وقت لاحق فرفض البائع.

وكان مالك بن دينار يرتدي حذائًا جديدًا فعرض على البائع أن يرهنه عنده مقابل أن يعطيه بعضًا من التين وأن يأخذ الحذاء عندما يؤديه ثمن التين فرفض البائع، وعندما فقد مالك بن دينار الأمل في أن يأخذ التين انصرف من عند البائع.

وبعدما غادر مالك بن دينار من عند البائع أقبل الناس على البائع وأخبروه بأن الذي كان يريد شراء التين من عنده بالدين هو مالك بن دينار، وعنما علم البائع أنه مالك قام بإرسال غلامًا عنده ومعه عربة التين كاملة لعند مالك، وقال له: إن أقنعته بأن يأخذ العربة جعلتك حر لوجه الله تعالى.

فذهب الغلام لعند مالك وكان مصممًا على أن يبذل ما فيه جهده لكي يقنع مالك بأن يقبل ان يأخذ عربة التين كلها لكي يصبح حرًا، وعندما وصل لعند مالك قال له بأن سيده أرسله بعربة التين كاملة له، فقال له مالك: اذهب لعند سيده وأخبره بأن مالك بن دينار لايأكل التين بالدين وأنني قد حرمت على نفسي أكل التين حتى يوم مماتي.

فقال له غلام البائع: يا سيدي أرجوك أن تأخذها فإن أخذتها عتقني سيدي، فقال له مالك بن دينار: إذا كان في هذه العربة عتقك فإن فيها عبوديتي (لأنه رأى أن شهوته إلى التين أذلته وأن بطنه أهانه ولم يرضى ذلك لنفسه فقام بتأديب نفسه وذلك بمنعها عن أكل التين لكي يهذبها). وقال في ذلك:

إني بليت بأربع ما سلطوا
إلا لأجل شقاوتي وعنائي

إبليس والدنيا ونفسي والهوى
كيف الخلاص وكلهم أعدائي

إبليس يسلك بي طريق مهالكي
والنفس تأمرني بكل بلائي

وأرى الهوى تدعو إليه خواطري
في ظلمة الشبهات والآراء

وزخارف الدنيا تقول أما ترى
حسني وفخر ملابسي وبهائي

العبد حر ماقنع
والحر عبد ماطمع

راغبة إذا رغبتها
وإذا ترد إلى قليل تقنع

وفي نفس السياق قال الإمام الشافعي:

إني بليت بأربع يرمين
بالنبل قد نصبوا علي شراكا

إبليس والدنيا ونفسي والهوى
من أين أرجو بينهن فكاكا

يارب ساعدني بعفو إنني
أصبحت لا ارجو لهن سواكا

من هو مالك بن دينار

أمَّا عن مالك بن دينار: فهو مالك بن دينار البصري ولد في الكوفة بزمن عبد الله بن العباس يكنى أبو يحيى، يعد مالك من التابعين يتصف بصفات نبيلة مثل صفات الرسول صل الله عليه وسلم مثل: الزهد في الدنيا ومخافة الله تعالى وأيضاً كان قادرًا على محاربة النفس وملذات الدنيا وشهواتها، فكان يتصف أيضاً بالكرم والرضا وعزة النفس.

المصدر: كتاب " مواعظ للإمام مالك بن دينار " جمع وتحقيق صالح أحمد الشاميكتاب " صفة الصفوة " إعداد جمال الدين الجوزيكتاب " فصول الاداب ومكارم الأخلاق المشروعة " تأليف الإمام أبي الوفاء الظفريكتاب " آداب النفوس " تحقيق عبد القادر أحمد عطا


شارك المقالة: