نقص عليكم اليوم خبر ابن زيدون، وحبه للولادة بنت المستكفي، التي تعتبر أحد أبرز قصص العشق على مر العصور.
من هو ابن زيدون؟
هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي، شاعر من شعراء الأندلس، ولد في مدينة قرطبة.
قصة قصيدة إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
أما عن مناسبة قصيدة “إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا” فروى بأن ابن زيدون كان يحب ولادة بنت المستكفي، وكانت هي الأخرى تحبه، ولكن حصلت بينهما قطيعة، وكانت أسباب هذه القطيعة كثيرة، فمنهم من يقول بأن سبب هذه القطيعة هي الغيرة، ففي يوم من الأيام سمع ابن زدون صوت جارية لولادة، وطلب منها أن تعيد الغناء، فظنت ولادة أنه يغازلها، ويرى آخرون بأن سبب هذه القطيعة هو نقده لشعرها، ويرى آخرون بأن سببها هو انضمامه لحركة معادية للأمويين.
فأحبت ولادة ابن عبدوس نكاية بابن زيدون، وعلى الرغم من اعتذاراته المتكررة منها إلا أنها رفضت أن تعود إليه، ونجح ابن عبدوس بحياكة مؤامرة ضده، ووضع في السجن، وبينما هو في السجن راح يتعذب ويئن، ويكتب العديد من القصائد في حبه وشوقه لها، ومن هذه القصائد قوله:
إِنّي ذَكَرتُكِ بِالزَّهْراءَ مُشتاقاً
وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا
يناجي ابن زيدون ولادة، مؤكدًا لها حبه وشوقه، فيقول لها بأنه قد تذكرها في مدينة الزهراء فازداد شوقا إليها.
وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ
كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا
وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ
كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا
يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت
بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا
نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ
جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا
كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي
بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا
وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ
فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا
سَرى يُنافِحُهُ نَيلوفَرٌ عَبِقٌ
وَسنانُ نَبَّهَ مِنهُ الصُبحُ أَحداقا
كُلٌّ يَهيجُ لَنا ذِكرى تَشَوُّقِنا
إِلَيكِ لَم يَعدُ عَنها الصَدرُ أَن ضاقا
لا سَكَّنَ اللَهُ قَلباً عَقَّ ذِكرَكُمُ
فَلَم يَطِر بِجَناحِ الشَوقِ خَفّاقا
لَو شاءَ حَملي نَسيمُ الصُبحِ حينَ سَرى
وافاكُمُ بِفَتىً أَضناهُ ما لاقى
إلا أنها أصمت قلبها وأذنها، ورفضت أن تكلمه، حتى هرب، وعاد يحاول التقرب منها، ولكنها استمرت في رفضها، ووشى بها ابن عبدوس للخليفة المستكفي، الذي وضعه في السجن مرة أخرى، وبقي في السجن أربعين عامًا، وعندما خرج ذهب إلى حديقة كان يجلس معها فيها، فوجدها هنالك، وعاد الحب بينهما، ويقال بأنهما فارقا الحياة في هذه اللحظة.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان ابن زيدون يحب الولادة بنت المستكفي، ولكن حصلت بينهما قطيعة، وأحبت ولادة ابن عبدوس، الذي دبر له مؤامرة، وضع بسببها في السجن، واستمر القطاع بينهما أرعين عامًا وهو في السجن.
