نبذة عن الشاعر دعبل الخزاعي:
أمَّا عن التعريف بالشاعر دعبل الخزاعي: فهو محمد بن دعبل بن سليمان بن تميم، يكنى أبو علي يلقب بدعبل؛ لدعابة كانت فيه، ولد دعبل الخزاعي في العراق بالكوفة.
يعد دعبل الخزاعي شاعرًا من شعراء العصر العباسي فكان يتميز بالقوة والاستمرار على المبدأ، حيث أشتهر في شعره المدح فكان يكثر من مدح الحكام العباسيين فكان يعبر عما في داخله بصدق.
ما لا تعرف عن قصة قصيدة “إن ابن طوق وبني تغلب”:
أمَّا عن قصة قصيدة “إن ابن طوق وبني تغلب” كان دعبل الخزاعي يكثر من هجاء الناس فلم يسلم أحدٌ من شعره وكان مقتله على يد واحدٌ من الذين هجاهم وعلى الرغم من أنَّه هجا الكثير من الخلفاء إلا أن مقتله كان على يد أحد كان أقل منهم مكانة وسلطانًا.
ففي يوم ذهب دعبل إلى مجلس مالك بن طوق ومدحه فلم يعطه مالك شيئا، فخرج من عنده وقال فيه:
إِنَّ اِبنَ طَوقٍ وَبَني تَغلِبٍ
لَو قُتِّلوا أَو جُرِّحوا قَصرَه
لَم يَأخُذوا مِن دِيَةٍ دِرهَماً
يَوماً وَلا مِن أَرشِهِم بَعرَه
دِمائُهُم لَيسَ لَها طالِبٌ
مَطلولَةٌ مِثلَ دَمِ العُذرَه
وُجوهُهُم بيضٌ وَأَحسابُهُم
سودٌ وَفي آذانِهِم صُفرَه
كما 0قال فيه أيضاً:
سألتُ عنكمْ يابني مالكٍ
في نازحٍ الأرضينَ والدَّانيهْ
طُرًّا، فلمْ تُعرَفْ لكمْ نِسبَة ٌ
حتى ّ إذا قلتُ : بني الزَّانيهْ
قالوا : فدعْ داراً على يمنة ٍ
وتِلْكَها دارُهُمُ ثانِيَهْ
عندما بلغت هذه الأبيات مالك بن طوق طلب دعبل الخزاعي ولكنه هرب إلى البصرة وكان والياً عليها إسحاق بن العباس وكان قد وصله خبر هجاء دعبل وعبد الله بن أبي عيينة نزارًا، ولكن عبد الله بن أبي عيينة قد هرب منه فلم يظهر بالبصرة بعدها ابدًا، وأمَّا دعبل فإنَّه حينما وصل إلى البصرة بعث إليه مالك بن طوق بعض الرجال فقبضوا عليه وعندما سأله مالك عن القصيدة التي هجاهُ فيها حلف بالطلاقِ ثلاثً وبكل يمين خطر له أنَّه ليس بقائلها وأن الذي قالها هو عدوٌ له نسبها إليه لعله يقتل، وبدأ يبكي بين يدي مالك بن طوق.
فعطف مالك بن طوق على حال دعبل الخزاعي وقال له: لقد عفوت عنك من القتل ولكن لا بدَّ من أن تعاقب فأمر أن يضرب بالعصا فضرب بها حتى أغمي عليه، وعندما استيقظَ رجعوا إلى ضربه بالعصا على قدميه وهو يبكي ويستحلفهم بأن يكفوا عنه، فكفوا عنه وبعدها هرب إلى الأهواز.
فبعث مالك بن طوق أحد رجاله المقدامين وأعطاه بعض من السم وأمره أن يغتال دعبل الخزاعي كيفما شاء، وأعطاه على ذلك عشرة ألف درهم فبقي الرجل يبحث عنه في جميع النواحي حتى وجده في قرية من نواحي السوس فقتله بعد صلاة الفجر حيث قام بضرب ظهر قدمه بعصى مسمومة فمات في وقتها ودفن في تلك القرية.