قصة قصيدة - إن البخيل ملوم حيث كان

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “إن البخيل ملوم حيث كان”:

أمَّا عن زهير بن أبي سلمة: فهو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني ولد عام خمسمائة وعشرون ميلادية وتوفي عام ستمائة وتسعة ميلادية، وهو من مصر، وهو واحد من أشهر شعراء العرب، ويعتبر واحد من الثلاثة المقدمين في الشعر وهم النابغة الذيباني وإمرؤ القيس وزهير بن أبي سلمة.

وأما عن مناسبة قصيدة “إن البخيل ملوم حيث كان” فيروى أن زهير بن أبي سلمة قد ارتحل في يوم من المدينة المنورة إلى بلاد غطفان ونزل في بيت هرم بن سنان، وقد أكرمه هرم كرمًا لم يرى له مثيل في حياته، وبقي عنده سبع أيم ولياليهم، وفي كل هذه الأيام لم ير منه إلا الكرم، وعندما أراد الرحيل قام هرم بن سنان بإعطائه خيلًا وإبلًا وثيابًا ومالًا، ولكن زهير بن أبي سلمة لم يقبل بذلك، ومع إصرار هرم بن سنان على أن يأخذهم، أخذهم وغادر بيته عائدًا إلى المدنة المنورة، وعندما عاد إلى بيته كتب في هرم هذه القصيدة قائلًا:

إن البخيل ملوم حيث كان 
ولكن الجواد على علاته هرم 

هو الجواد الذي يعطيك نائله 
عفوا ويُظلم أحيانا فيظّلِم 

وفي يوم أقبلت ابنة هرم لعند عمر بن الخطاب، فسألها: مالذي فعله أبيك لزهير بن أبي سلمة حتى قال فيه ما قال فقالت لأمير المؤمنين: لقد أعطاه فرسًا سوف تهزل، وناقة سوف تهلك، وثيابًا سوف تهترئ، ومالًا سوف يفنى، فقال لها أمير الخليفة: لقد أعطاه ما يبلى لكن الذي أعطاكم إياه زهير لن يفنى، وفي رواية أخرى فقد قالت إبنة هرم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الذي أعطاه أبي لزهير قد نسيناه، فقال لها: ولكن الذي أعطاكم إياه زهير لن ينسى.

وكان هرم بن سنان كبير قومه في الجاهلية، وقد سعى هو والحارث بن عوف لإقامة الصلح بين قبيلتي ذبيان وعبس، وتحملا وحدهما ديات القتلى بين القبيلتين، وانتشر بسببهما السلام بين في منطقة غطفان التي كان يسكنها عبس وذبيان، فقام زهير بن أبي سلمة بمدحهما لما قدما من جهود لنشر السلام في الجزيرة العربية، وقال فيهما:

لعمري لنعم السيدان وجدتما
على كل حالٍ من سحيلٍ ومبرمِ

تداركتما عبساً وذبيان بعدما
تفانوا ودقوا بينهم عطر منشمِ


شارك المقالة: