قصة قصيدة - إن الرجال الناظرين إلى النسا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “إن الرجال الناظرين إلى النسا”

وأما عن قصة قصيدة “إن الرجال الناظرين إلى النسا” فإنه يحكى بأن أحد الأعرابيين في الجاهلية في يوم زفافه قد زفت إليه عروسه على ظهر فرس، وبعد أن وصلت لعنده وشاهدها على ظهر الفرس قام وقتل تلك الفرس التي ركبت عليها عروسه.

فاستغرب الحاضرون ممّا فعله وسألوه عن سر ما عمله فرد عيهم وقال: لقد خفت أن يقوم صاحب الحصان بالركوب على ظهره، وما زال مكان زوجتي دافئًا، فيشعر بالدفء من ورائها! وقد قال في ذلك أحد الشعراء:

إِنَّ الرِّجَالَ النَّاظِرِينَ إِلَى النِّسَاء …
مِثْلُ الكِلاَبِ تَطُوفُ بِاللَّحْمَانِ

إنْ لَمْ تَصُنْ تِلْكَ اللُّحُومَ أُسُودُهَا …
 أُكِلَتْ بِلاَ عِوَضٍ وَلاَ أَثْمَانِ

ومن غرائب الأمور التي توضح كم كان الرجال يغارون على زوجاتهم في الجاهلية أن امرأة دخلت إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق وقامت بالادعاء على زوجها بأنه لم يعطها مهرها وهو خمسمائة دينار، وعندما طلب القاضي زوجها ودخل إلى مجلسه، سأله القاضي فأنكر ذلك، فقال القاضي للزوجة: هل عندك شهود. فقالت له نعم، لقد أحضرتهم معي، فطلبهم القاضي وأدخلهم لعنده وسألهم فقام بعض الشهود بالطلب من القاضي بأن ينر لوجه المرأة ليراها ويتأكد من أنها هي التي يقصدها، ويشير إليها، فطلب منها القاضي أن تقف.

وعندما رأى الزوج ذلك قال لهم: ماذا أنتم فاعلون، فقال له القاضي: إنهم ينظرون إلى زوجتك لكي يتعرفوا عليها، فقال له الزوج: إني أشهدك أيها القاضي أن لها علي المهر الذي تطلبه على أن لا تكشف عن وجهها، فقال الزوجة للقاضي: أيها القاضي إني أشهدك أنني قد وهبته مهري وقد أبرأت ذمته في محياه وبعد مماته، فقال لهما القاضي وقد تعجب من كرم أخلاقهما: إن الذي فعلتماه يكتب في كتب مكارم الأخلاق، المبادئ لا تتجزأ، فالرجل الكريم هو الذي يصون بيته وأهله.

وقد قيل إن الذي لا يوجد عنده غيرة لا يوجد عنده دين، وأنك إذا أردت أن تعرف إذا كان الذي أمامك هو رجل فعليك أن تنظر إلى غيرته

بعضُ أبياتِ قصيدةِ إن الرجال الناظرين إلى النساء

إنّ الرجالَ الناظرينَ إلى النساءِ كَالذئابِ تطوفُ باللحمانِ

لا يَستَحِونَ منَ الإلهِ ولا منْ ذا الْعُرُوضِ ولا مِنَ الأَعْيانِ

يَنْظُرُونَ إليهنّ بِشَهْوَةٍكأنّما لمْ يَرَوْا حَسَنَاتِ الأَكْوانِ

فَغُضّوا البَصَرَ يا عِبادَ اللهِوَاتّقُوا اللهَ في النِّسَاءِ الحَسانِ

لا تَنْظُرُوا إليهنّ بِشَهْوَةٍفإنّما النَّظْرَةُ تَفْتَحُ الأَبْوانِ

وَإِنْ تَغَلّبَتْ عليكمْ شَهْوَةٌفَتَذَكّرُوا عَذابَ اللهِ الدَّهْيانِ

فَإِنَّهُ عَذابٌ أَلِيمٌ مُؤَلِّمٌلا يَطيقُهُ الْعُصاةُ الْعُصْيانِ

وَإِنَّهُ عَذابٌ لا يَنْقَضِيإِلاَّ بِتَوْبَةٍ وَإِسْتِغْفَارِ

فَتُوبُوا إلى اللهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْوَاسْتَغْفِرُوهُ مِنْ زَلَلِ الأَكْفَانِ

وَاتّقُوا اللهَ في النِّسَاءِ الحَسانِوَلا تَنْظُرُوا إليهنّ بِشَهْوَةٍ


شارك المقالة: