نروي لكم اليوم ما كان من خبر سرقة الغزال من الكعبة الشريفة.
من هو أبو مسافع؟
هو أبو مسافع، لم يرد اسمه في كتب التاريخ، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، أدرك الإسلام، وغزا في عهد خلافة عمر بن الخطاب.
قصة قصيدة إن الغزال الذي كنتم وحلتيه
أما عن مناسبة قصيدة “إن الغزال الذي كنتم وحلتيه” فيروى بأن كان لمقبس السهمي بيتًا اعتاد شباب قريش الاجتماع فيه، وكان لمقيس جاريتان يقال لهما أسماء وعثمة، وكانت هاتان الجاريتان تغنيان لشباب قريش الذين يجتمعون في بيت مقيس، وكان عبدان يقال لهما ديك ودييك وهما من خزاعة يخدمانهم، وفي يوم من الأيام نفذ شراب القوم ونفقتهم، فخرج أبو لهب من بيت مقيس وتوجه صوب الكعبة المشرفة، وكان فيها غزالًا، فأخذه وكسره، وأخذ ما فيه من ذهب ومجوهرات، وكان من بين ما أخذ قرطان، فعاد إلى أصحابه، ونزلوا إلى السوق، واشتروا كل ما فيه من خمر، وأخذوا يشربون شهرًا كاملًا، وأعطى القرطان إلى الجاريتان.
وفي يوم من الأيام مر العباس بن عبد المطلب بحي بني سهم في الليل، وبينما هو هنالك سمع الجاريتان تغنيان بقول الشاعر أبو مسافع:
إن الغزال الذي كنتم وحلتيه
تقنونه لخطوب الدهر والغير
يقول الشاعر في هذا البيت بأن الغزال الذي كانت قريش تضعه في الكعبة وحليته والذي كانوا يوفرونه لخطوب الدهر قد استخدموه في شراء الشراب.
طافت به عصبة من شر قومهم
أهل التقى والعلى والبيت ذي الستر
واستقسموا فيه بالأزلام علكم
أن تحضروا بمكان الرأس والأثر
وفي اليوم التالي أخبر العباس أبا طالب بما سمع، فسار أبو طالب إليهم ومعه جماعة، حتى اقتربوا من باب المنزل، فسمع أبا مسافع وهو يقول لهما غنيا قولي:
أبلغ بني النضر أعلاها وأسفلها
إن الغزال وبيت الله والركن
وعندما صحوا مما هم فيه، دخل إليهم أبو طالب، وأخذ القرطان من الجاريتان، وقطع يد ديك، وتغافلوا عما فعل أبو لهب لشرفه.