قصة قصيدة إن من غره النساء بشيء

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إن من غره النساء بشيء

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن من غره النساء بشيء” فيروى بأن زياد بن الهبولة أغار في يوم من الأيام على حجر بن عمرو الكندي، وكان يسكن في منطقة يقال لها عاقل، وكان عمرو يومها في غزوة، فأخذ زياد ما وجد من مال، كما أنه أخذ زوجته هند، ومن ثم توجه عائدًا إلى دياره، وكان معه إبل لعمرو بن أبي ربيعة بن شيبان، وعندما وصل إلى منطقة يقال لها البردان، أتاه عمرو بن أبي ربيعة، وسأله أن يرد إليه فحل إبله، فأعاده له، ولكن الفحل امتنع عن المسير معه، فأمسك به من ذيله وأجلسه رغمًا عنه، فحسده زياد على ما رآه من قوة، ومن ثم قال لقومه: لو أنم تجلسون الرجال كما تجلسون الإبل لكنتم أنتم أنتم، فقال له عمرو: لقد أعيت قليلًا، وشتمت كثيرًا، وجنيت على نفسك شرًا طويلًا، ولئن أمسكت بك فسوف أقتلك، فهرب وعسكر في موضع آخر يقال له حفير.

ولم يستطع حجر بن عمرو الكندي أن يجده، فاستعان بقبيلة بكر بن وائل، فأتوه مغيثين، فقال لرجلين من رجاله، وهما ضليع بن عبد غنم بن ذهل، وسدوس بن شيبان بأن يعثرا له على مكان زياد، وعدد الرجال الذين معه، فأخذا يبحثان عن موقع معسكره وهما متخفيان حتى وجداه، فاقتربا منه في الظلام، وكان زياد بن الهبولة قد أشعل نارًا، وكان يشترط على من يريد أن يدخل المعسكر أن يحضر معه حطبًا، فاحتطب الرجلان، ومن ثم دخلا إلى المعسكر، ووضعا الحطب أمامه، فأعطاهما من التمر الذي أخذه من معسكر حجر الكندي، فعرف ضليع التمر، وأخبر سدوس بذلك، ولكن سدوس أراد أن يتأكد قبل أن يعود بأنه أمام زياد بن الهبولة، فعاد ضليع، ولكن سدوس بقي.

ومن ثم دخل زياد إلى قبته، وأخبر القوم أن ينظروا في أمر جلسائهم حتى يعود، فبادر سدوس إلى سؤال جليسه، وقال له: من أنت، فأخبره، ومن ثم اقترب من القبة، فوجد زياد يمازح هند، ويلهو معها، ومن ثم سألها عن زوجها، وماذا سيفعل إن علم بمكانه، فأخبرته بأنه سوف يكون سريع الطلب، فاتحًا فمه كأنه جمل أكل المر، فضربها، وقال لها: والله إنك لم تقولي هذا إلا من حبك له، فقالت له: والله لم أقل هذا إلا من كرهي له، وسوف أخبرك من كرهي له شيئًا فتعلم أني صادقة،  وسدوس يسمع كل ذلك، وفي الصباح اتجه إلى حجر، وأخبره بما رأى، ولكن حجر أخبره بأن غيره قد سبقه، وأخبره بمكان زياد، فأخذ ينشد قائلًا:

أتاك المرجفون برجم غيبٍ
على دهشٍ وجئتك باليقين

فمن يأتي بأمر فيه لبسٌ
فقد أتي بأمر مستبين

ومن ثم أخبره بما رآه وسمعه منهما، فغضب غضبًا شديدًا، وأغار عليه، وقام سدوس بقتل زياد بن الهبولة، وأخذ هند، وأعادها إلى زوجها، فأمره حجر بأن يخبرها بما سمع منها، فقص القصة أمامها، ومن ثم أمر حجر بحصانين، وربطها بهما، وأطلقهما، فقطعت إلى نصفين، فأنشد حجر قائلًا:

إن من غره النساء بشيءٍ
بعد هندٍ لجاهلٌ مغرور

حلوة الدل واللسان ومرٌّ
كل شيءٍ أجن منها الضمير

كل أنثى وإن بدا لك منها
آية الحب حبها خيتعور

نبذة عن حجر بن عمرو الكندي

هو حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر الكندي ملك وسيد كندة في عصره.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: