قصة قصيدة ارفعي الستر وحيي بالجبين:
أمّا عن مناسبة قصيدة “ارفعي الستر وحيي بالجبين” فيروى بأن أمينة هانم إلهامي، وهي أكبر بنات الأمير إبراهيم إلهامي، وهي التي كانت شديدة الجمال، وعندما قابلها الأمير محمد توفيق، أعجب بها، واحبها، وتزوج منها، وكان ذلك قبل أن يستلم الحكم، وكان عمرها في وقتها خمسة عشر عامًا، وقد اقام لها حفلًا كبيرًا، وسمي الحفل بأفراح الأنجال، لأنه تزوج هو وثلاثة أشقاء له في ذلك اليوم، واستمرت الاحتفالات لمدة شهر كامل، وذبحت الذبائح، وأطعم الفقراء، وكان يصنع وليمة للعامة أربعة مرات في الأسبوع.
بعد أن تزوجا بستة أعوام تسلم محمد توفيق الحكم، ومن لحظتها وأمينة هانم تفني حياتها في مساعدة الفقراء والمحتاجين وخدمتهم، وكانت تهتم كثيرًا بالجمعيات الخيرية الموجودة في مصر، وكان كل ذلك سببًا في تسميتها أم المحسنين، قامت أمينة هانم بإنشاء المدارس، كما وأرسلت العديد من الطلبة المصريون إلى الخارج لكي يكملوا تعليمهم.
بعد أن توفيت أم محمد توفيق، أصبحت هي الأم الكبرى في الأسرة الحاكمة، وقد تمكنت من القيام بجميع الواجبات الموكلة إليها بطريقة مثلى، كما ووقفت على الدوام بجانب زوجها، فكانت تستقبل زوجات وبنات الدبلوماسيين الذين يزورون مصر، وتحضر المناسبات الرسمية مع زوجها.
عندما توفي زوجها محمد توفيق، حزنت عليه حزنًا شديدًا، وامتنعت عن ارتداء المجوهرات، واهتمت فقط بتربية أبنائها، وحرصت على أن يكملوا تعليمهم، وعندما تولى ابنها عباس حلمي الحكم، أصبحت الوالدة باشا، اهتمت به، وحرصت على أن يكون عادلًا، ملتزمًا بالشرائع الإسلامية، فقد كانت واحدة من أعظم الشخصيات في القرن العشرين، وقد أنشد أحمد شوقي قصيدة فيها، حيث قال:
ارفعي السِّتْر وحَيِّي بالجبين
وأرينا فلق الصبح المبين
وقِفي الهَوْدج فينا ساعة
نقتبسْ من نور أمِّ المحسنين
واتركي فضل زماميه لنا
نتناوبْ نحن والروح الأمين
قد سقينا بمحيَّاك الحيا
ولقينا حول يُمْناك اليمين
ثم يقول:
يا مثالًا للعقيلات العُلا
وكمالًا لنساء العالمين
نبذة عن أحمد شوقي:
هو أحمد شوقي علي ولد في مدينة القاهرة بالخديوية المصرية سنة ١٨٦٨ ميلادي، لقب أحمد شوقي بأمير الشعراء فيعد شاعرًا من شعراء العصر الحديث.
من أهم مؤلفات أحمد شوقي ديوان الشوقيات، توفي في القاهرة بالمملكة المصرية سنة ١٩٣٢ ميلادي عن عمر ما يناهز ٦٤ عام.