قصة قصيدة - أعلم غراب البين أني محسن

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “أعلم غراب البين أني محسن”:

أمَّا عن قصة قصيدة هذا البيت المشهور “أعلم غراب البين أني محسن” كانت هنالك عائلة كبيرة يعيش فيها كبار، وكانت هذه العائلة تعيش في سعادة، وكان مسؤولًا عن رعي إبلهم راع مملوك لهم، ولكن هذا الراعي أعجب في الزوجة وطمع فيها وذلك لأنها كانت بالغة الجمال فزينها له الشيطان، وفي يوم وعندما خرج أخوها من المنزل ولم يبق سواها هي وزوجها وكبار السن من العائلة، قام هذا الراعي بقتل زوجها وكبار السن، وأخذها هي ومعها أختها الصغيرة وكان يريدها خادمة عندهم وأخذ معه كل الإبل وهرب وابتعد وهي معه، ثم اختفى في مكان لا يمكن لأحد أن يجده به وكان هذا البيت كالحصن فكان يمكنه مراقبة كل الطرق المؤدية لهذا البيت، حيث لا يمكن لأحد الاقتراب منه من دون أن يراه أولًا.

وعندما عاد أخوها إلى البيت لم يجد أحدًا من أهل داره فذهب يرى إن كانت الإبل موجودة فلم يجدها أيضًا، وتأكد من أن الراعي قد أخذ أختاه والإبل، وأنه كان طامعًا فيهم منذ زمن، وبدأ يبحث عن عن الراعي وعن أختاه فلم يترك مكانًا إلا بحث فيه ولم يترك أحدًا لم يسأله عنهم، وإتبع كل الآثار التي كان من الممكن أن توصله اليهم، فكاد أن ييأس حتى رأى صدفة امرأة تغزل صوفًا وأيقن بأن الصوف الذي تستخدمه هو صوف إبلهم التي أخذها الراعي، وتقدم إلى تلك المرأة وسألها عن المكان الذي أحضرت منه هذا الصوف فأخبرته من أنه من وكر للغربان كان قريبًا من منزلها، فذهب إلى الوكر وتفحصه وتحسسه فوجد صوفًا كان من صوف إبله بالفعل، فتيقن بأنه قد اقترب من معرفة مكان أخته، وقام بمراقبة الوكر حتى أتته الغربان وانتظر إلى أن خرجت منه فقام بتتبعها، حتى وصلت إلى منزل في أعالي الجبال، وعندما وصل إليه وجد بنتًا صغيرةً ترعى الغنم، ولم يتعرف عليها، فذهب لعندها وطلب منها أن يشرب فقد نال منه التعب والإرهاق من صعود الجبل وكان عطشًا، فأسقته ماءًا وحليبًا، وبينما هو يشرب الحليب نزلت دموع الفتاة على خدها فانتبه الرجل لبكائها وسألها عن سبب بكائها فقالت له: تذكرت أخي فهو يشبهك، وهنالك دقق الرجل في ملامح البنت الصغيرة وتيقن بأنها أخته فحضنها وبكى من حرقة قلبه.

وعندما سألها عما حصل لها أخبرته بأنها تعيش عند الراعي خادمة عنده وأنه يعيش مع أختها، ولكنه شديد الحذر ولن يقدر عليه لوحده، وأخبرته بأن الراعي ينزل في كل يوم إلى البئر ليحضر الماء ليسقى الإبل وأن هذا أفضل وقت للتغلب عليه، فرتب أخوها وراقب موقع البئر وعرف أوقات نزول الراعي داخل البئر، وفي اليوم التالي اختبأ قريبًا من البئر وانتظر الراعي لحين دخوله فيه، وعندما نزل الراعي في البئر أسرع إلى الحبل ورفعه وأغلق على البئر، فبقي الراعي داخل البئر لا يمكنه الخروج، فذهب الأخ وأحضر صخرةً كبيرةً واراد أن يلقيها على رأس الراعي ولكن الراعي أوقفه وقال له:

يا عم يا عمار ألا وين جيتني ؟!!
وأنا لاجي بين الجبال النوايف

حبلت لغراب البين من عام الأول
وعيا غراب البين ياطى الكفايف

وبغيت أصيده بالتفق وانتبه لي
وطار بوبرها في شبوره لفايف

وعرفت يا عمار إنك تجيني
والهم لاجئ بين الأضلاع خايف

واليوم أنا حصلت ما كنت أريده
ودنياي بعده ما عليها حسايف

وافعل بعبدك بعد ذا ما تورى
الأيام هذا طبعها في الطوايف

يوم على الأضداد نار لظيّه
ويوم على الإخوان هم و عرايف

فقال الأخ له : بين رأسك، وقام بإلقاء الصخرة على رأسه وقتله، ثم قال:

اعلم غراب البين أني محسن
والله يحفظ عبده من كل عاق

اقرأ بيوسف إن أردت أدلة
ودع المكائد والدسائس والنفاق

ما حيلة الشيطان في أهل التقى
إذ سلموا أحوالهم والله باق؟!

دخلوا سرادق عزه فأعزهم
فاسع المدى حربا على قدم وساق

وانفث سمومك في الرجال جميعهم
واخرج إلى سخط وشدد في الوثاق

واقض الحياة محرضا ومناجشا
عما قريب تنتتهي وإلى محاق

وتدور عيناك التي غطي العمى
أنوارها وستبلغ الروح التراق

فالموت أسرع ما يكون ملاقيا
والناس تكدح في الحياة وفي السباق

ماذا تقول وجذر نفسك عالق
والظلم لاح لناظريك مع السياق ؟!

نفس الخبيث عصية في نزعها
ونفوس أهل الله تسرع في اشتياق


شارك المقالة: