قصة قصيدة الحق يظهر لو كان خصمك راجل:
بالنسبة لمناسبة قصيدة “الحق يظهر لو كان خصمك راجل”، فيروى بأنه كان هنالك قاضي في الدولة العباسية يدعى أبو ليلى، وقد كان هذا القاضي معروف، وله اسم في زمانه، وفي يوم من الأيام دخل عليه امرأتان، وكانتا هاتان المرأتان محجبتان، فوقفت إحداهما وقالت له: يا سيدي إن هذه الغرفة ضيقة، وإن نفسي قد ضاق، فهل تسمح لي يا سيدي بأن أخلع الحجاب عن وجهي، ولكن المرأة الأخرى وقفت من فورها، وقالت له: يا سيدي، لا تصدقها إنها تكذب، فهي ذات وجه شديد الجمال، فإن هي كشفت عنه، وأنت رأيته فسوف تميل إلى طرفها في هذه القضية، وكان له الحق في أن يجعلها تكشف عن وجهها لكي يتأكد من هويتها.
فقال لهما القاضي: من منكما تريد أن تبدأ؟، فقالت إحداهما للأخرى: أنت ابدأي، فقالت المرأة: يا سيدي، لقد توفي والدي، وهذه التي أمامك هي أخته، وأنا أناديها أمي، لأنها هي من ربتني وأنا صغيرة، واعتنت بي حتى كبرت، فقال القاضي: وما الذي حصل بعد أن كبرتي؟، فقالت: عندما كبرت يا سيدي، أتى ابن عم لي وتقدم لخطبتي، فوافقت عليه، وتزوجت منه، وكان عند عمتي بنت، وعندما كبرت هذه البنت، أتت عمتي إلى زوجي، وطلبت منه أن يتزوج منها، وزينتها في عينه، حتى وافق عليها، ولكنها اشترطت عليه أن يجعلها كفيلة عني، إن هو تزوج من ابنتها، فوافق، وعندما تزوج من ابنتها، أتت إلي، وأخبرتني بأنه جعلها كفيلة علي، وأخبرتني بأني طالق.
وبعد فترة من الزمن، عاد زوجها من سفر طويل، وعندها ذهبت إليه وقلت له: هل تتزوجني، وقد كان شاعرًا فقال لي:
الحق يظهر لو كان خصمك راجل
والحق يخسر ان لم يكن خصمك راجل
ولو امرأة صديقة امرأة تانية فقط
ارمي سلاحك ولا تقل انا راجل
ومن ثم وافق على الزواج مني، ولكني وضعت عليه شرطًا ألا وهو أن يجعل أمر زوجته لي، فوافق، وعندما تزوجت منه ذهبت إلى عمتي وطلقتها منه، فتعجب أبو ليلى مما سمعه، وأكملت الفتاة قائلة: وبعد فترة توفي زوجي، فنشأ يني وبين عمتي خلاف على ورثته، فقلت لها: إنه زوجي، ما دخلك أنت بميراثه؟، وبعد فترة من الزمن اجتمعت أنا وعمتي وابنتها، وزوج ابنة عمي، الذي هو زوجي القديم، لكي يقضى بيننا في أمر الميراث، فحن لي زوجي القديم، وطلب مني أن أعود إليه، ولكني اشترطت عليه أن يجعل أمر زوجته لي، فوافق، وعندما تزوج مني، ذهبت إلى ابنة عمي، وأخبرتها بأنها طالق.
فتعجب القاضي، وقال: وأين السؤال؟، فقالت العمة: أليس حرام أن تأخذ كلا الزوجين، وكل الميراث، فقال القاضي: والله غني لا أرى فيها حرمة، فغادرت المرأتان.
حالة الشاعر:
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة، التخوف من مخاصمة النساء، فعندما تخاصم امرأة فأنت خاسر لا محالة.