قصة قصيدة الذئب أغرى نعجة:
بالنسبة لمناسبة قصيدة “الذئب أغرى نعجة”، فيروى بأنه في يوم كان الذئب جائع، فأخذ يصيح من شدة جوعه، وعندما سمع الراعي صوته خاف وقال: يا له من صوت مرعب، فصاح الراعي قائلًا: أسكت أيها الذئب، لكن الذئب لم يسكت ولم يعر الراعي أي اهتمام، وبقي يعوي، وهو معجب بصوته: أنا جائع، وانقضت الساعات وانتهى الليل وهو على جوعه من دون أن يجد أي حيوان يأكله، وابتدأ النعاس يتسلل إلى عيونه، وقال في نفسه: إن الصباح يكاد أن يطلع من دون أن أجد شيئًا آكله، وبينما هو كذلك رآه ثعلب فقال له: ما لي أراك واقفًا هنا؟، فقال له الذئب: إني واقف أنتظر فريسة.
ولاحظ الذئب بأن هنالك دجاجة في فم الثعلب، فقال له: ما هذا الذي بين أسنانك أيها الثعلب؟، فقال له: دجاجة، ألا تستطيع التفريق بينها وبين الحيوانات الأخرى؟، فقل له الذئب: ومن أين أتيت بها؟، إني أتقطع من الجوع، فضحك الثعلب وقال له: والله إنك مسكين أيها الذئب، فغضب منه الذئب وقال له: لماذا تقول عني بأني مسكين؟، فقال له الثعلب: لأنك واقف تنتظر فريسة، وهنالك سهل عند النهر مليء بالفرائس، فقال له الذئب: فرائس، أي فرائس؟، فأخبره الثعلب عن قرية فيها الكثير من الغنم والدجاج، فذهب الذئب إلى تلك القرية، وافترس نعجة، وأصبح كلما شعر بالجوع يذهب إلى هنالك، ويأخذ نعجة أو دجاجة ويأكلها.
وفي يوم من الأيام ذهب هذا الذئب إلى تلك القرية، وبدأ يترصد بالأغنام، ولاحظ بأن القطيع لا يوجد معه راع، فانقض عليه، واختار نعجة من النعاج لكي يفترسها، فقالت له: يا سيدي، فقال لها: ما الذي تريدينه؟، فقالت له: قبل أن تأكلني هل يمكن أن تصنع لي معروفًا؟، فقال لها: ما الذي تريدينه؟، فقالت له: يا سيدي، إننا نحتاج إلى منشد، ونحن نحب الغناء، ولا نريد منك إلا أن تساعدنا في ذلك، فقال لها الذئب وهو متعجب: أنا؟!، أغني؟، فقالت له: نعم، إن ذلك ليس بصعب عليك، فإن صوتك جميل، نحن نسمعك كل يوم، ولا نستطيع النوم من جمال صوتك، ونريد قبل أن تقتلنا بأن نسمع صوتك وأنت تغني، فقال لها الذئب: هل كنتم تخافون من صوتي؟، فقالت له: نعم يا سيدي، جدًا.
فشفق عليهم الذئب، وقرر أن يغني معهم، وعلا صوته وهو يعوي، فركض أهل القرية إلى المرعى، وقضوا عليه، فقال الشاعر في خبر ذلك:
الذئب أغرى نعجة
بصلاته وقت الضحى
ورأته اطلق لحية
متواضعا ومسبحا
قال اهتديت ٱخيتي
فلتفتحي كي اشرحا
قالت تفضل يا اخي
من واجبي أن افتحا
وثب المخادع منشبا
اظفاره كي يذبحا
قالت عرفت الان ان
ليس التدين باللحى
حالة الشاعر:
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الخوف من التصنع عند البعض عندما يريدون شيئًا، فيفعلون أي شيء في سبيل أن يقنعوا الذي أمامهم بما يريدون.