قصة قصيدة بان الشباب وكل إلف بائن

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بان الشباب وكل إلف بائن

أمّا عن مناسبة قصيدة “بان الشباب وكل إلف بائن” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام مجموعة من الرجال من بني كنانة بقتل رجلين من بني سليم، فخرج منهم رجل يقال له نبيشة بن حبيب السلمي في جماعة من قومه، وكان معه أهبان بن غادية الخزاعي، وعندما وصلوا إلى منطقة يقال لها الكديد، رأوا نفر من بني فراس، وكان من بينهم الحارث بن مكدم الكناني، والربيعة بن مكدم الكناني، وعندما رآهم الحارث، قال لهم: لا بد من أن هؤلاء جماعة من بني سليم، وقد أتوا يطلبون الثأر لقتلاهم، فقال له ربيعة: سوف أذهب إليهم، لكي آتيكم بخبرهم، وتوجه صوبهم، ولكن الرجال من بني سليم لم يريدوا الكلام معه، فلحقوا به، وقام أهبان بن غادية بطعنه، فمات، وقد أنشد أهبان بعد أن قتله، قائلًا:

ولقد طعنت ربيعة بن مكدم
يوم الكديد فخر غير موسد

في عارض شرق بنات فؤاده
منه بأحمر كالنقيع المجسد

ولقد وهبت سلاحه وجواده
لأخي نبيشة قبل لوم الحسد

وقال أخو ربيعة يجيبه:

فات ابن غادية المنية بعد ما
رفعت أسفل ذيله بالمطرد

قل لابن غادية المتاح لقتلنا
ما كان يقتلنا الوحيد المفرد

وقال أيضاً:

فإن تذهب سليم بوتر قومي
فأسلم من منازلنا قريب

وقد أنشد كعب بن زهير يرثى ربيعة بن مكدم، ويحض قوم بني كنانة على أن يأخذوا بثأرهم من بني سليم، قائلًا:

بانَ الشَبابُ وَكُلُ إِلفٍ بائِنِ
ظَعَنَ الشَبابُ مَعَ الخَليطِ الظاعِنِ

طَلَبوا فَأَدرَكَ وِترَهُم مَولاهُمُ
وَأَبَت سُعاتُكُمُ إِباءَ الحارِنِ

شُدّوا المَآزِرَ فأَنعَشوا أَموالَكُم
إِنَّ المَكارِمَ نِعمَ رِبحُ الثامِنِ

كَيفَ الأُسى وَرَبيعَةُ بِنُ مُكَدَّمٍ
يودى عَلَيكَ بِفِتيَةٍ وَأَفاتِنِ

وَهُوَ التَريكَةُ بِالمَكَرِّ وَحارِثٌ
فِقعُ القَراقِرِ بِالمَكانِ الواتِنِ

كَم غادَروا مِن ذي أَرامِلَ عائِلٍ
جَزَرَ السِباعِ وَمِن ضَريكٍ حاجِنِ

نبذة عن كعب بن زهير

هو أبو المضرب كعب بن زهير بن أبي سلمى بن رباح بن قرط بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة المزني، وهو شاعر من الشعراء المخضرمين، وقد عاصر كلًا من العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام، ولد في نجد في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي.


شارك المقالة: