نبذة عن محمد نجيب مروة:
هو الشيخ محمد نجيب مروّة، رجل دين وشاعر فكاهي من جبل عامل في جنوب لبنان.
قصة قصيدة بتاريخه قد بعت تبنين كلها:
أمّا عن مناسبة قصيدة “بتاريخه قد بعت تبنين كلها” فيروى أن الشيخ محمد نجيب مروة قال: بعد ما حصل لي مع صديق لي يدعى عيسى من الوقائع والنكبات وركوبه الدائم على ظهري، وعدم نزوله عني عسى ان ارتاح قليلاً، وبعد إصراره بالبقاء راكباً بالرغم من كل ما توسّلته به من النظم والنثر، على لساني تارةً، وعلى لسان أصحاب العمائم البيض والخضر تارة أخرى، آملاً منه النزول عن ظهري ومفارقتي كي انعم بالقليل من الراحة فربما تنفذ إليَّ نسمةٌ من نسمات السعادة، او يصل إليَّ شعاعٌ من أشعّة شمس الحياة الرغيدة، ومع ذلك فهو لا زال راكباً فوق ظهري ، لاصقًا فخذيه في جنبيّ ، وبعد محايلتي في تدبير الحيل دون طائل، لذلك ارتأيت رأيًا ظننته يدفع عني هذا الظالم سلّاخ جلود المؤمنين، وبعد ان خاب الظنّ من كل المحاولات السابقة ارتأيت ان اختار له بلدة من بلاد بشارة ذات مركز حسن، وبنايات فخمة جميلة، وأهالي اغنياء، كرماء، ذوي أخلاق فاضلة، وعواطف شريفة وإنسانية.
فلم أجد بلدةً جامعة لتلك الصفات الكريمة، ولي غبطة على اهاليها، وصداقة متينة العُرى معهم كتبنين، حيث كنت قد أقمت بينهم مدّة فرأيت من شهامتهم، واخلاقهم ما أشكرهم عليه الى الأبد، لذلك ارتأيت ان ابيعها لعيسى بيعاً خيارياً لمدة سنة تبدأ من ذلك التاريخ، ان هو اقتنع بها وتركني تصبح له ملكاً يتصرّف بها كيف يشاء، وإن لم يتركني فلا حقّ له فيها، وقد كتبت له بها حجّة بيع نظمتها شعراً وهذه هي:
بتاريخهِ قد بِعتُ تبنين كلّها
لعيسى ومثلي بيعُهُ غير باطِلِ
وصيغة عقد البيع بيني وبينهُ
جرت عن تراضٍ بالشروط الكواملِ
وهذا بيانٌ للحدود التي لها
كما صحَّ عند الواضعين الأوائلِ
فقِبلتُها (عيتا) التي أصبحت بها
منازلُ ساداتٍ كرامٍ أفاضلِ
وحُدَّت شمالاً (باليهودية) التي
توَطَّنَ في ابياتها كلّ خامِلِ
وفي شرقها طَودٌ رفيعٌ برأسِهِ
حَكَت صفد البطيخ ايوان بابلِ
ومن غربها حاريص بلدة من غدت
به تُضربُ الامثال بين القبائلِ
بدائرِ هاتيك الحدود ومن غدا
مُقيماً بأطلالٍ لها ومنازِلِ
كساداتها طُرّاً وآل هزيمةٍ
كذا آل فوازٍ وآل الحراجلي
كذا آلُ دكروبٍ وأبناء مقلدٍ
وعائلةُ الأعجام ذات القناصلِ