قصة قصيدة بقيت أمير المؤمنين على الدهر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بقيت أمير المؤمنين على الدهر

أمّا عن مناسبة قصيدة “بقيت أمير المؤمنين على الدهر” فيروى بأن محمد بن سليمان بن علي الهاشمي كان كريمًا جوادًا شريفًا من شرفاء بني العباس، فقام الخليفة أبو جعفر المنصور بوضعه واليًا على الكوفة والبصرة، كما أنه عندما توفي أخو الرشيد، وأصبح هو الخليفة، أتاه فهناه بخلافته، وعزاه في أخيه، فأكرمه الرشيد، وزاده على ولايته عُمان والبحرين واليمامة، ولم يكن مثل هذا لغيره، كما أن الخليفة المهدي زوجه من ابنته، فقال فيه مادحًا:

بقيت أمير المؤمنين على الدهر
ولقيت خيراً من إمام ومن صهر

لقد زيدت اليام حسناً لأنها
مع اسمك تجري في النوازع والذكر

محمد المهدي أمن ورحمة
ويسر أتى بعد المخافة والعسر

لبدر بني العباس مهدي هاشم
أجل من الشمس المضيئة والبدر

وكان في يده خاتم من ياقوت أحمر لم ير مثله، وفي يوم سقط من يده فبحثوا عنه ولم يجدوه فأمرهم بأن يطفئوا الشموع، ففعلوا ورأوه، وكان عنده خمسين ألف من العبيد، وكانت غلته في كل يوم مائة ألف درهم، وكان متكلمًا، فكان يصعد إلى المنبر في مدينة البصرة، فيحدث الناس بأن عليهم أن يعدلوا ويحسنوا، فيقولون: ألا ترزون بما يطلب منا هذا الظالم، فطلبوا من رجل يقال له أبا سعيد الضبعي أن يكلمه، وفي يوم عندما صعد إلى المنبر قال له أبو سعيد” لم تقول ما لا تفعل؟ ليس بينك وبين الموت شيء، فسكت ابن سليمان، ولم يرد عليه.

وفي يوم من الأيام أقام أمام باب مجلسه جماعة من الشعراء ولكنه لم يصلهم، فبعث له أحدهم بكتاب قال له فيه:

لا تقبلن الشعر ثم تعيقه
وتنام والشعراء غير نيام

واعلم بأنهم إذا لم ينصوفا
حكموا لأنفسهم على الحكام

وجناية الجاني عليهم تنقضي
وهجاؤهم يبقى على الأيام

فأجازهم وأحسن إليهم.

نبذة عن ابن سليمان

هو ابن عباس محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس أبو عبد الله الهاشمي، وأمه هي أم حسن بنت جعفر بن حسن بن علي عليه السلام، كان من وجوه بني العباس وأشرافهم، ولد بالحميمة من أرض البلقاء سنة مائة واثنان وعشرون للهجرة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: