قصة قصيدة بكى صرد لما رأى الحي أعرضت

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بكى صرد لما رأى الحي أعرضت

أمّا عن مناسبة قصيدة “بكى صرد لما رأى الحي أعرضت” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج السليك بن السلكة يريد أن يغزو، وكان معه جماعة من قومه، وبينما هم في طريقهم، تركه بعض أهل القوم، وتوجهوا عائدين إلى حيهم، وكان الذين بقوا معه مجموعة من الفتيان من بني مقاعس، وعندما اقتربوا من بلاد خثعم، ضاعت ناقة لرجل يقال له صرد وهو صديق للسليك، وعندما خرج صرد لكي يبحث عن ناقته، وقع في أيدي قطاع الطرق، وتمكنوا من أسره.

وعندما وصل خبر أسر صرد إلى السليك، خرج يبحث عن صديقه، وعندما وجد آسريه، بادر بمهاجمتهم، حتى تمكن من قهرهم، وأنقذ صديقه من براثن الأسر، بالإضافة إلى ذلك، قام بأخذ جميع الإبل التي يملكونها، وقام بتصوير تلك الحادثة بقصيدة قال فيها:

بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت
مَهامِهُ رَملٍ دونَهُم وَسُهوبُ

وُخَوَّفَهُ رَيبِ الزَمانِ وَفَقرُهُ
بِلادَ عَدُوٍّ حاضِرٍ وَجَدوبُ

وَنَأيٌ بَعيدٌ عَن بِلادِ مُقاعِسٍ
وَإِنَّ مَخاريقَ الأُمورِ تُريبُ

فَقُلتُ لَهُ لا تُبكِ عَينَكَ إِنَّها
قَضيَّةٌ ما يُقضى لَها فَتَنوبُ

سَيَكفيكَ فَقدَ الحَيِّ لَحمُ مَغَرَّضٌ
وَماءُ قُدورٍ في الجِفانِ مَشوبُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ لَونانِ لَونُهُ
وَطَورانِ بِشرٌ مَرَّةً وَكَذوبُ

فَما خَيرُ مَن لا يَرتَجي خَيرَ أَوبَةٍ
وَيَخشى عَلَيهِ مِريَةٌ وَحُروبُ

رَدَدتُ عَلَيهِ نَفسَهُ فَكَأَنَّما
تَلاقى عَلَيهِ مِنسَرٌ وَسُروبُ

وقال أيضًا:

فَما ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ حَتّى رَأَيتُهُ
مُضادَ المَنايا وَالغُبارُ يَثوبُ

وَضارَبتُ عَنهُ القَومَ حَتّى كَأَنَّما
يُصَعِّدُ في آثارِهِم وَيَصوبُ

وَقُلتُ لَهُ خُذ هَجمَةً جَبريَّةً
وَأَهلاً وَلا يَبعُد عَلَيكَ شَروبُ

وَلَيلَةَ جابانٍ كَرَرتُ عَلَيهِمُ
عَلى ساحَةٍ فيها الإِيَابُ حَبيبُ

عَشيَّة كَدَّت بِالحَراميِّ ناقَةٌ
بِحَيِّهَلا يَدعو بِها فَتُجيبُ

فَضارَبتُ أُولَى الخَيلِ حَتّى كَأَنَّما
أُميلَ عَلَيها أَيدَعٌ وَصَبيبُ

نبذة عن السليك بن السلكة

هو السليك بن عمرو بن سنان بن عمير بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر السعدي التميمي، ويدعى السليك بن السلكة نسبة إلى أمه السلكة، ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية.

وهو شاعر من شعراء العرب في العصر الجاهلي، وهو أحد فرسان العرب وعدائيهم.


شارك المقالة: