قصة قصيدة بني أتعظ أن المواعظ شهد

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم ما كان من خبر عائشة رضي الله عنها عندما خرجت من مكة المكرمة وأتت البصرة.

قصة قصيدة بني أتعظ أن المواعظ شهد

أما عن مناسبة قصيدة “بني أتعظ أن المواعظ شهد” لعائشة رضي الله عنها فيروى بأن خرج كل من طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم من مكة المكرمة، وساروا حتى وصلوا إلى البصرة، وعندما وقفت عائشة رضي الله عنها بالبصرة قالت: إن لي عليكم حرمة الأمومة وحق الموعظة، فلا يتهمني سوى من كان عاصيًا لربه، وبي يميز المؤمن من المنافق، فإن أبي رابع أربعة من المسلمين، وهو أول من سمي بالصديق، وقد توفي رسول الله وهو راضٍ عنه، ومن ثم اضطرب حبل الدين فريق لكم أبناءه، ورتق فتق النفاق، وأوقف الردة، وانتم يومها جاحظة عيونكم تنظرون العذرة وتسمعون الصيحة.

واستمرت عائشة بحديثها حتى ختمته بقولها أقول قولي هذا صدقًا عدلًا، وإعذارًا وإنذارًا، وأسأل الله أن يصل على محمد وأن يخلفه فيكم بخير خلافة المسلمين، فانطلق رجل وأتى الأحنف بن قيس وأخبره بخبر ما قالت عائشة، فأخذ الأحنف ينشد قائلًا:

لشتان ما بين المقامين تارة
نضاراً وطوراً عذرة يستقيلها

فلو كانت الأكنان دونك لم تجد
عليك مقالاً أو هناة تقولها

وقفت يميناً للسيول وقل من
يقوم بها إلا علاه بليلها

محضت سقائي عذرة ولمامة
وكلتاهما كانت لغولك غولها

فلما وصل شعر الأحنف إلى عائشة أنشدت قائلة:

بني أتعظ أن المواعظ شهد
ويوشك أن تبكي عيونك ميلها

تقول عائشة رضي الله عنها في هذا البيت للمسلمين أن يتعظوا مما يشهدون، فإن العيون توشك أن تبكي مما تراه.

ولا تستهن بالله حق أمومتي
فإنك أولى الناس ألا تقولها

ولا يطعنني بالخنا من له حجى
في أمة قد كان بعلي رسولها


شارك المقالة: