قصة قصيدة بيعة المأمون آخذة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بيعة المأمون آخذة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “بيعة المأمون آخذة” فيروى بأن الشاعر العباسي أشجع السلمي في فترة من فترات حياته انقطع اتصاله بالأمراء وكبار القوم، واقتصر اتصاله بالعباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وفي يوم من الأيام دخل العباس إلى مجلس أمير المؤمنين هارون الرشيد، وجلس، فقال له الخليفة: يا عم، لقد أكثر الشعراء من مدح ابني محمد الأمين وذلك بسببي أنا وأمه، ولكن أحدًا منهم لم يقم بمدح ابني عبد الله المأمون، وأريد منك أن تبحث لي عن شاعر ذكي نبيه يمدحه بقصيدة، فوعده العباس بأن يجد له ظالته.

وخرج العباس من مجلس أمير المؤمنين، وتوجه إلى بيته، واستدعى الشاعر أشجع السلمي، وعندما أتاه أشجع، أخبره بما طلب منه الخليفة، وطلب منه أن يقوم بمدحعبد الله المأمون بقصيدة، فأنشد أشجع قائلًا:

بيعة المأمون آخذة
بعنان الحق في أفقه

أحكمت مرآته عقدا
تمنع المحتال في نفقه

لن يفك المرء ربقتها
أو يفك الدين من عنقه

وله من وجه والده
صورة تمت ومن خلقه

وفي اليوم التالي خرج العباس من بيته وتوجه إلى قصر الخليفة هارون الرشيد، ووقف على بابه، واستأذن الدخول إليه، وعندما أذن له دخل إلى مجلسه، وسلم عليه بأفضل السلام، ومن ثم أنشده القصيدة التي قالها أشجع السلمي، فأعجب بها الخليف، وسأل العباس قائلًا: ولمن هذه القصيدة يا عم؟، فقال له العباس: إنّها لي يا مولاي، فقال له هارون الرشيد: لقد أفرحتني مرتين يا عم، أما الأولى لأنك أصبت ما كان في نفسي، وأما الثانية لأنّك أنت من قلت هذه القصيدة، وبما أنّها لك فهي لي، ومن ثم أمر له بثلاثين ألف درهم جزاء له على قصيدته، فأخذها العباس وخرج من القصر وتوجه إلى منزله، وأعطى منها خمسة آلاف لأشجع وأخذ الباقي له.

نبذة عن الشاعر أشجع السلمي:

هو أشجع بن عمرو السلمي، وهو من بني قيس، ولد في اليمامة، ومن ثم اخذته أمه وتوجهت به إلى البصرة، ومن ثم انتقل إلى الرقة في سوريا، ومن ثم انتقل على بغداد.

اتصل بالبرامكة، وخصوصًا جعفر بن يحيى، الذي عرفه إلى الخليفة هارون الرشيد.


شارك المقالة: