قصة قصيدة تبكي على المنتوف بكر ابن وائل
أمّا عن مناسبة قصيدة “تبكي على المنتوف بكر ابن وائل” فيروى بأن يزيد بن المهلب أراد لقاء مسلمة بن عبد الملك بن مروان، فسار حتى وصل إلى فم النيل، ثم أكمل مسيره حتى وصل إلى نزل العقر، وتوجه أيضًا مسلمة بن عبد الملك على شاطئ الفرات حتى وصل إلى الأنبار، ومن هنالك أكمل مسيره حتى وصل إلى يزيد بن المهلب، فاصطف القوم وتقاتلوا، وقام أهل البصرة بالوقوف معهم، وكان معهم جماعة من قبيلتي تميم وقيس، وكان هؤلاء ممن انهزم على يد يزيد بن عبد الملك في البصرة، وكاد أهل الشام ان يخسروا في القتال، فنادى فيهم رجل يقال له هريم بن أبي طحمة قائلًا: يا اهل الشام، الله الله أن تسلمونا، فقالوا له: لا تقلق، فإن لنا جولة في أول القتال، وقاموا بالهجوم على أصحاب عبد الملك حتى هزموهم، فقال الفرزدق يحرض بني بكر بن وائل قائلًا:
تُبَكّي عَلى المَنتوفِ بَكرُ اِبنُ وائِلٍ
وَتَنهى عَنِ اِبنَي مِسمَعٍ مَن بَكاهُما
قَتيلَينِ تَجتازُ الرِياحُ عَلَيهِما
مُجاوِرُ نَهرَي واسِطٍ جَسَداهُما
وَلَو أَصبَحا مِن غَيرِ بَكرِ اِبنِ وائِلٍ
لَكانَ عَلى الجاني ثَقيلاً دِماهُما
غُلامانِ نالا مِثلَ ما نالَ مِسمَعٌ
وَما وَصَلَت عِندَ النَباتِ لِحاهُما
وَلَو كانَ حَيّاً مالِكٌ وَاِبنُ مالِكٍ
لَقَد أَوقَدا نارَينِ عالٍ سَناهُما
وَلَو غَيرُ أَيدي الأَزدِ نالَت ذَراهُما
وَلَكِن بِأَيدي الأَزدِ حُزَّت طُلاهُما
فخرج عبد الملك بن المهلب حتى وصل إلى أخيه في العقر، ونزل مع جنود أخيه في خندق، وبينهم وبين جنود مسلمة نهر، فقطع عليهم مسلمة الماء، ولكن جمعًا من أهل الكوفة انضموا إلى يزيد بن المهلب، واقتتل الطرفان، وتمكن مسملة من القضاء على يزيد بن المهلب، وعلى ثورته.
نبذة عن الفرزدق
هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، ولد في عام ثمانية وثلاثون للهجرة في مدينة البصرة في العراق، وهو شاعر من شعراء العصر الأموي، واشتهر بشعر الهجاء وشعر الفخر والمدح، ويوجد بينه وبين الجرير نقائض.
توفي الفرزدق في عام مائة وعشرة للهجرة في مدينة البصرة.