قصة قصيدة تجود بالنفس إذ أنت الضنين بها

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر محمد بن الجهم عندما استدعاه الخليفة المأمون، وسأله عن أبيات نادرة في المدح والغزل والهجاء والرثاء.

من هو صريع الغواني؟

هو  أبو الوليد مسلم بن الوليد الأنصاري، شاعر من شعراء العصر العباسي، اتصل بالخليفة هارون الرشيد والبرامكة، فمدحه ومدحهم.

قصة قصيدة تجود بالنفس إذ أنت الضنين بها

أما عن مناسبة قصيدة “تجود بالنفس إذ أنت الضنين بها” فيروى بأن الخليفة العباسي بعث في يوم من الأيام في طلب محمد بن الجهم، فخرج غلام من غلمانه، وتوجه إلى بيت محمد بن الجهم، وطرق عليه بابه، فخرج له محمد، فأخبره الغلام بأن الخليفة قد طلبه، فدخل محمد إلى بيته، وارتدى أفصل ما عنده من ملابس، وتعطر بأحسن العطور، وخرج إلى الخليفة، فدخل إلى قصره، واستأن للدخول إلى مجلسه، فأذن له الخليفة بالدخول، فدخل محمد، ووقف بين يدي الخليفة، ورد عليه السلام، فقال له الخليفة: أنشدني قصيدة نادرة في المدح، فأنشده محمد بن الجهم قصيدة لصريع الغواني قال فيها:

تَجودُ بِالنَفسِ إِذ أَنتَ الضَنينُ بِها
وَالجودُ بِالنَفسِ أَقصى غايَةِ الجودِ

يمدح الشاعر رجلًا ويقول له بأنه من شدة كرمه وجوده، فإنه يجود بنفسه، وهي أقصى ما يمكن للمرء أن يجود به.

تِلكَ الأَزارِقُ إِذ ضَلَّ الدَليلُ بِها
لَم يُخطِها القَصدُ مِن أَسيافِ داودِ

كانَ الحُصَينُ يُرَجِّي أَن يَفوزَ بِها
حَتّى أَخَذتَ عَلَيهِ بِالأَخاديدِ

ما زالَ يَعنُفُ بِالنُعمى وَيَغمِطُها
حَتّى اِستَقَلَّ بِهِ عودٌ عَلى عودِ

وَضَعتَهُ حَيثُ تَرتابُ الرِياحُ بِهِ
وَتَحسُدُ الطَيرَ فيهِ أَضبُعُ البيدِ

تَغدو الضَواري فَتَرميهِ بِأَعيُنِها
تَستَنشِقُ الجَوَّ أَنفاساً بِتَصعيدِ

يَتبَعنَ أَفياءَهُ طَوراً وَمَوقِعَهُ
يَلَغنَ في عَلَقٍ مِنهُ وَتَجسيدِ

فَكانَ فارِطَ قَومٍ حانَ مَكرَعُهُم
بِأَرضِ زاذانَ شَتّى في المَواريدِ

يَومَ جُراشَةَ إِذ شَيبانُ موجِفَةٌ
يَنجونَ مِنكَ بِشِلوٍ مِنهُ مَقدودِ

زاحَفتَهُ بِاِبنِ سُفيانَ فَكانَ لَهُ
ثَناءُ يَومٍ بِظَهرِ الغَيبِ مَشهودِ

فقال له المأمون: لقد وليتك همذان، فأنشدني قصيدة نادرة في الهجاء، فأنشده محمد بن الجهم بيتًا من الشعر لصريع الغواني قال فيه:

قَبُحَت مَناظِرُه فَحينَ خَبُرتُه
حَسُنَت مَناظِرُه لِقُبحِ المَخبَرِ

فقال له الخليفة: قد وليتك الدينور، فأنشدني قصيدة نادرة في الرثاء، فأنشده بيتًا من الشعر لصريع الغواني قال فيه:

أَرادوا لِيُخفوا قَبرَهُ عَن عَدُوِّهِ
فَطيبُ تُرابِ القَبرِ دَلَّ عَلى القَبرِ

فقال له الخليفة: لقد وليتك نهاوند، فأنشدني قصيدة نادرة في الغزل، فأنشده بيتًا من الشعر لصريع الغواني قال فيه:

هَوىً يَجِدُّ وَحَبيبٌ يَلعَبُ
أَنتَ لَقىً بَينَهُما مُعَذَّبُ

الخلاصة من قصة القصيدة: استدعى الخليفة المأمون في يوم محمد بن الجهم، وسأله عن قصائد نادرة في الغزل والهجاء والرثاء والمدح، فأنشده محمد بن الجهم أبياتًا لصريع الغواني.

المصدر: كتاب "نوادر الكرام" تأليف إبراهيم زيدانكتاب "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" تأليف ابن الجوزي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: