نقص عليكم اليوم شيئًا من خبر شريح القاضي، فنروي لكم حكمه بين عمر بن الخطاب ورجل باعه فرسًا، وما فعل لابنه عندما التهى بالكلاب.
من هو شريح؟
هو شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي، صحابي ولد في حضرموت في اليمن.
قصة قصيدة ترك الصلاة لأكلب يسعى بها
أما عن مناسبة قصيدة “ترك الصلاة لأكلب يسعى بها” فيروى بأن الخليفة عمر بن الخطاب اشترى في يوم من الأيام فرسًا من رجل، وكان شرطه عندما اشترى هذه الفرس أن يكون له أيام ينظر فيها إلى هذه الفرس إن كانت تستحق ثمنها أم لا، وبعد أن أخذ الفرس سار بها فعطبت، فتوجه عائدًا إلى صاحب الفرس، وقال له: خذ هذه فرسك، فإنها قد عطبت، ولكن صاحب الفرس رفض أن يعيدها، فقال له عمر: إذن أجعل بيني وبينك حكمًا، فقال له الرجم: حسنًا، ولكن الحكم لا بد أن يكون شريح، فقال له عمر: ومن هو شريح؟، فقال له الرجل: هو شريح العراقي، فوافق الخليفة عليه.
وانطلق الاثنان حتى أتيا شريح، ودخلا إليه، وقصا عليه قصتهما، فقال شريح لعمر: يا أمير المؤمنين، أعدها كما أخذتها، أو خذ بما ابتعته، فقال له عمر: وهل القضاء إلا هذا؟، فانطلق إلى الكوفة، فإني قد وليتك قضاءها، وكان ذلك هو اليوم الذي عرف به الخليفة عمر شريح القاضي.
ويروى بأن شريح كان له ابن يدعو الكلاب، ويهارش بينها، فوصل خبر ذلك إليه، فأمر بإحضار قلم وورقة، وكتب إلى مؤدبه أبياتًا من الشعر قال فيها:
تركَ الصلاة لأكلُب يسعى بها
نحو الهراشِ مع الغواة الرجّسِ
يعاتب شريح مؤدب ابنه، ويقول له بأن ابنه ترك الصلاة من أجل الكلاب التي يتاجر بها، فهو يكون معها وهي نجسة.
فليأتينك غادياً بصحيفة
نكداء مثل صحيفة المتلمّس
فإذا أتاك فخصَّهُ بملامةٍ
وأنلهُ موعظة اللبيب الأكيسِ
وإذا همَمتَ بضربه فبدِرَّةٍ
وإذا ضربتَ بها ثلاثاً فاحبسِ
واعلم بأنك ما فعلت فنفسهُ
مع ما تجرّعني أعزّ الأنفس
الخلاصة من قصة القصيدة: اختلف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ورجل على فرس، فاحتكم الاثنان إلى القاضي شريح، فحكم بأن يرد عمر الفرس كما أخذها، أو أن يدفع سعرها، فجعله عمر قاضيًا على الكوفة، وكان لشريح ابنًا يدعو الكلاب فكتب إلى مؤدبه أبياتًا من الشعر.