قصة قصيدة تزال الأرض إما مت حقا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تزال الأرض إما مت حقا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “تزال الأرض إما مت حقا” فيروى بأنه في يوم من الأيام دخل النابغة الذبياني إلى مجلس النعمان بن المنذر، وجلس معه، فقال له النعمان: أنشدني، فأنشده النابغة قائلًا:

تزال الأرض إما مت حقاً
وتحيا ما حييت بها ثقيلا

فقال له النعمان بن المنذر: إن ما قد قلت من شعر، إن لم تقم بإتباعه بما يوضح معناه، فهو أقرب للهجاء منه إلى المدح، فحاول النابغة أن يتبعه بشيء من الشعر يوضح فيه للنعمان معناه، ولكنه لم يجد إلى ذلك سبيلًا، فقال للملك: أجلني لعلي أجد شيئًا، فقال له النعمان: أجلتك ثلاثة أيام، وبعد ثلاثة أيام إن وجدت شعرًا يتبعه ويوضح معناه فلك مئة من العصافير، وإن لم تجد فضربة بالسيف، تأخذ منك ما تأخذ، فشكره النابغة على التأجيل، وخرج من مجلسه، وتوجه إلى بيته، وأخذ يفكر، ويحاول أن يجد شيئًا من الشعر، ولكنه لم يجد.

فقرر النابغة أن يذهب إلى زهير بن أبي سلمى، ويخبره بخبر ما حصل معه، وبالفعل ذهب إليه وأخبره بالخبر، فقال له زهير: علينا أن نخرج إلى البرية، فإن الشعر بري، فوافقه النابغة على ذلك، وخرجا إلى البرية، وعندها رآهما ابن زهير كعب، فتبعهما، وقال للنابغة: يا عم، أردفني، فصاح به والده، وأمره بان يعود إلى البيت، ولكن النابغة قال له بأن يسمح له بالخروج معهما، فسمح له، وخرج معهم.

وجلس النابغة وزهير يفكران بالبيت، وما يجب أن يتبعه، ولكنهما لم يستطيع أن يجدا ما يناسبه، وبينما هما يفكران، قال لهما كعب بم زهير: ما يمنعكما أن تقولا:

وذاك بأن حللت العز منها
فتعمد جانبيها أن يميلا

وعندما سمع النابغة ما قال كعب من شعر، قال: والله إنه قد جاء بها، ووعده بأن له ما يعطيه النعمان مقابل شعره، ومن ثم توجه إلى قصر النعمان، ودخل عليه، وأنشده البيت، فأعطاه النعمان مائة ناقة، فأخذها وشكره، وتوجه إلى بيت زهير، وأعطى كعب المائة ناقة.

نبذة عن النابغة الذبياني:

هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد الذبياني، ولد في عام تسعة وثمانون قبل الهجرة، في غطفان، وهو من أشهر شعراء الجاهلية، توفي في عام ثمانية عشر قبل الهجرة في نجد.


شارك المقالة: