قصة قصيدة تزور امرئا يعطى على الحمد ماله
أمّا عن مناسبة قصيدة “تزور امرئا يعطى على الحمد ماله” فيروى بأنه في يوم من الأيام دخل رجل إلى مجلس محمد بن علي الشطرنجي، فرحب به محمد بن علي وأجلسه، وسأله عن حاجته، فقال له بأنه يريد منه أن يسأل رجلًا من أهل المدينة عن كتاب إلى مالك بن طوق، وفي هذا الكتاب حاجة لهذا الرجل، فوعده محمد بن علي بأن يقضي له حاجته، وبعد أن خرج الرجل من مجلسه، خرج هو الآخر وتوجه إلى بيت الرجل، واستأذن للدخول إلى مجلسه، فأدخله، ورحب به، وسأله عن حاجته، فأخبره بالخبر، فقال له: إن شاء الله سوف أقضي لك حاجتك، فقال له محمد: إن سمحت لي أتيتك في الغد، وأخذتك إلى مالك بن طوق كي تحضر الكتاب، فقال له الرجل: افعل ما تريد، فخرج محمد من المجلس وعاد إلى بيته.
وفي اليوم التالي، صلى محمد الفجر، ومن ثم توجه إلى بيت الرجل، واستأذن للدخول إليه، فأدخله الغلام، ووجده جالسًا على سجادة الصلاة، وهو مرتد ثياب الركوب، فرد محمد عليه السلام، وقال له: أظن بأنك جاهز للخروج، فقال له الرجل: غفر الله لك، فإني قد عدت للتو ومعي كتابك، ومن ثم أعطاه الكتاب، فشكره محمد بن علي، ومن ثم دعا له، فقال له الرجل: هل تعلم ما الذي جعلني أفعل ذلك يا أبا جعفر؟، فقال له محمد: إن أردت أن تخبرني، فقال له: أبياتًا من الشعر حفظتهم وتأدبت بهم، وهي:
تَزورُ اِمرَئاً يُعطى عَلى الحَمدِ مالَهُ
وَمَن يُعطِ أَثمانَ المَحامِدِ يُحمَدِ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَن تُعطِهِ اليَومَ نائِلاً
بِكَفِّكَ لا يَمنَعكَ مِن نائِلِ الغَدِ
تَرى الجودَ لا يُدني مِنَ المَرءِ حَتفَهُ
كَما البُخلُ وَالإِمساكُ لَيسَ بِمُخلِدِ
مُفيدٌ وَمِتلافٌ إِذا ما سَأَلتَهُ
تَهَلَّلَ وَاِهتَزَّ اِهتِزازَ المُهَنَّدِ
مَتى تَأتِهِ تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ
تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ موقِدِ
نبذة عن الشماخ الذبياني
هو الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني، من الشعراء المخضرمين الذين عاصروا كلًا من العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، كان كثير الشعر، شهد معركة القادسية، وتوفي في غزوة موقان.