قصة قصيدة تسعى لأبوابهم قصاد مالهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تسعى لأبوابهم قصاد مالهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “تسعى لأبوابهم قصاد مالهم” فيروى بأنه في يوم من الأيام أرادت إحدى نساء المسلمين أن تجعل ابنها يحفظ القرآن الكريم، فبحثت في قريتها عن أحد يحفظه القرآن، ولكنها لم تجد أي أحد يحفظ القرآن فيها، فبعثت بابنها إلى قرية بعيدة، وكان اهل هذه القرية فقراء، لا يملكون قوت يومهم، فأخذت الامرأة ابنها وتوجهت به إلى حلقة الشيخ، ودخل إلى مجلسه، وجد بأن المجلس ممتلئ ولا يوجد مكان له، وبالفعل قال له الشيخ: لا مكان لك عندي يا بني، وكانت أمه قد تركته وعادت إلى قريتها.

فخرج الغلام من المجلس، وتوجه عائدًا إلى قريته، وبينما هو في طريقه إلى قريته حل الظلام، وكان قد أصابه شيء من التعب، فقرر أن يستريح فاستند إلى شجرة ونام، وبينما هو نائم رأى الرسول صل الله عليه وسلم في منامه قد أتاه، فأخبره الصبي بما حصل له مع الشيخ، فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم بأن يعود إلى الشيخ ويخبره بان الرسول يخبره بأن يحفظه القرآن الكريم، فقال الغلام للرسول: وإن لم يصدقني؟، فأخبره الرسول بأن يقول للشيخ بأمارة زمرًا زمرا.

وفي الصباح حينما استيقظ الغلام من نومه، انطلق عائدًا إلى الشيخ، وطرق على باب منزله، فخرج له الشيخ، وقال له: لم عدت إلي يا بني، لقد أخبرتك بأن لا مكان لك في مجلسي، فقال له الغلام: إن رسول الله صل الله عليه وسلم يخبرك أن تحفظني القرآن الكريم والدليل زمرًا زمرا، وعندما سمع الشيخ كلامه، أخذ يبكي، وأدخل الصبي إلى منزله، وأطعمه، وأكرمه، ووضعه بين طلابه.

وفي يوم سأل الصبي الشيخ عن سبب قبوله له في المرة الثانية، فقال له الشيخ بانه قد رأى الرسول في منامه، ورأى بأنه يسأله كيف يدخل أهل الجنة إليها، فقال له الرسول: زمرًا زمرا.

وفي خبر ذلك يقول الإمام البوصيري:

تَسْعَى لأَبْوَابِهِمْ قُصَّادُ مالِهم
وجاهِهِمْ زُمَراً في إثْرِها زُمَرُ

تَسَابَقُوا في العُلا سَبْقَ الجِيادِ لهُمْ
مِنَ الثناءُ الحُجولُ البِيضُ والغُرَرُ

وَكلُّ شيءٍ سَمِعْنا مِنْ مناقِبِهِمْ
فمِنْ مَناقِبِ عِزِّ الدِّينِ مُخْتَصَرُ

مَوْلىً تَلَذُّ لنا أخْبارُ سُؤْدُدِهِ
كأنَّ أخْبارهُ مِنْ حُسْنِها سَمَرُ

يا حُسْنَ ما يَجْمَعُ الدُّنيا ويُنْفِقُها
كالبَحْرِ يَحْسُنُ منه الوِرْدُ والصَّدَرُ

لكلِّ شَرْطٍ جَزَاءٌ مِنْ مَكارِمِهِ
وكُلُّ مُبْتَدَإٍ منها له خَبَرُ

فما نَظَمْتُ مدِيحاً فيهِ مُبْتَكراً
إِلَّا أَتانِيَ جُودٌ منه مُبْتَكرُ

صَدَقْتُ في مَدْحِهِ فازْدَادَ رَوْنَقُهُ
فما عَلَى وجْهِهِ مِنْ رِيبَةٍ قَتَرُ

نبذة عن الإمام البوصيري

هو محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، اشتهر بمدحه للرسول صل الله عليه وسلم، وواحدة من أشهر قصائده في مدح الرسول هي قصيدة البردة.


شارك المقالة: