قصة قصيدة تقول التي عن بيتها خف مركبي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر أبو نواس:

هو الحسن بن هانئ الحكمي، لقب بأبي نواس، وهو واحد من أشهر شعراء العصر العباسي، ولد في عام مائة وخمسة وأربعون للهجرة في الأهواز، وشبّ في البصرة، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخليفة العباسي هارون الرشيد، ومن ثم المأمون، توفي في عام مائة وثمانية وتسعون للهجرة في بغداد.

قصة قصيدة تقول التي عن بيتها خف مركبي:

أما عن مناسبة قصيدة “تقول التي عن بيتها خف مركبي”، فيروى بأن الشاعر أبو نواس وبينما كان لا يزال شابًا توجه هو وجمع من الشعراء إلى الخصيب والي مصر، وهو الذي قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بوضعه واليًا هنالك، وكان الغرض من زيارتهم له أن يقوموا بمدحه، وبينما هم في طريقهم إليه، كانوا يقولون ما قد جهزوا من شعر له، وبينما هم كذلك، طلبوا من أبي نواس أن ينشدهم قصيدته التي جهزها لكي يقولها أمام الخصيب، فأنشدهم قائلًا:

اللَّيْلُ لَيْلٌ وَ النَّهَارُ نَهَارُ
وَ البَغْلُ بَغْلٌ وَ الحِمَارُ حِمَارُ

وَ الدِّيكُ دِيكٌ وَ الدَّجَاجَةُ زَوْجُهُ
وَ كِلاهُمَا طَيْرٌ لَهُ مِنْقَارُ

فضحك جميع الشعراء منه، وسخروا من شعره، واستمروا في مسيرهم حتى وصلوا إلى الخصيب ووقفوا بين يديه، فقام كل واحد منهم بإلقاء الشعر أمامه، حتى أتى دور أبي نواس، وقبل أن يقول الشعر بدأ الشعراء بالضحك، فأنشد أبو نواس قائلًا:

تَقولُ الَّتي عَن بَيتِها خَفَّ مَركَبي
عَزيزٌ عَلَينا أَن نَراكَ تَسيرُ

أَما دونَ مِصرٍ لِلغِنى مُتَطَلَّبٌ
بَلى إِنَّ أَسبابَ الغِنى لَكَثيرُ

فَقُلتُ لَها وَاستَعجَلَتها بَوادِرٌ
جَرَت فَجَرى في جَريِهِنَّ عَبيرُ

ذَريني أُكَثِّر حاسِديكِ بِرِحلَةٍ
إِلى بَلَدٍ فيهِ الخَصيبُ أَميرُ

إِذا لَم تَزُر أَرضَ الخَصيبِ رِكابُنا
فَأَيَّ فَتىً بَعدَ الخَصيبِ تَزورُ

فَتىً يَشتَري حُسنَ الثَناءِ بِمالِهِ
وَ يَعلَمُ أَنَّ الدائِراتِ تَدورُ

فَما جازَهُ جودٌ وَ لا حَلَّ دونَهُ
وَ لَكِن يَصيرُ الجودُ حَيثُ يَصيرُ

فَلَم تَرَ عَيني سُؤدُداً مِثلَ سُؤدُدٍ
يَحِلُّ أَبو نَصرٍ بِهِ وَ يَسيرُ

زَها بِالخَصيبِ السَيفُ وَ الرُمحُ في الوَغى
وَ في السِلمِ يَزهو مِنبَرٌ وَ سَريرُ

فتعجب الشعراء مما سمعوا، وقالوا له: لماذا لم تنشد علينا هذه القصيدة عندما طلبنا منك أن تفعل ذلك؟، فقال لهم: لقد خفت أن تقوموا بسرقتها إن أعجبتكم.

المصدر: كتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعود


شارك المقالة: