نروي لكم اليوم شيئًا من خبر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله.
قصة قصيدة تقول بنو العباس هل فتحت مصر
أما عن مناسبة قصيدة “تقول بنو العباس هل فتحت مصر” لابن هانئ الأندلسي فيروى بأن رجل من أهل إفريقية يقال له أبو خزر خرج على خلافة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وجمع عددًا من الناس وأراد قتال الخليفة، فخرج إليه الخليفة بنفسه ومعه جنوده، وقاتله، وعندما رأى أبو خزر بأن لا طاقة له بالخليفة ومن معه عاد وعدل عن قتاله، وطلب من الخليفة أن يغفر له ما بدر منه واستأمنه، فقبل الخليفة منه اعتذاره وعفا عنه.
وتوجه الخليفة عائدًا إلى قصره، وعندما وصل قصره أتاه الخبر مع رسول من جوهر الصقلي، يبشره بأن مصر قد فتحت وأن الدعوة له بها قد قامت، ويطلب منه أن يزورها، وقد ورد خبر ذلك في قصيدة في مدحه لشاعره ابن هانئ الأندلسي، وقال فيها:
تقول بنو العبّاس هل فُتحتْ مِصرُ
فقُل لبَني العباسِ قد قُضيَ الأمْرُ
يقول الشاعر في هذا البيت بأن بني العباس يتساءلون إن كانت مصر قد فتحت، فإن سألوك عن ذلك فأخبرهم بأن الأمر قد قضي وأن مصر قد فتحت على يد المعز لدين الله.
وقد جاوزَ الإسكندرية جوهَرٌ
تُطالعُه البُشرَى ويقْدُمُه النَّصْر
وقد أوفَدَتْ مصْرٌ إليه وفُودَهَا
وزِيدَ إلى المعقود من جِسرِها جسر
فما جاء هذا اليومُ إلاّ وقد غدَتْ
وأيديكُمُ منها ومِنْ غَيرِها صفْر
فلا تُكثِروا ذكرَ الزمان الذي خلا
فذلك عصْرٌ قدْ تَقَضّى وذا عَصْر
أفي الجيش كنتمْ تمْترونَ رُويدكمْ
فهذا القنا العرّاصُ والجحفلُ المَجْر
وقد أشرَفَتْ خيلُ الإله طوالِعاً
على الدين والدنيا كما طَلَعَ الفجر
وذا ابنُ نبيِّ اللّه يطلُبُ وِتْرَهُ
وكانَ حَرٍ أن لا يضيعَ له وِتر