قصة قصيدة تمادى القطر وانقطع السبيل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تمادى القطر وانقطع السبيل

أمّا عن مناسبة قصيدة “تمادى القطر وانقطع السبيل” فيروى بأن محمد بن أمية كان يحب إحدى الجواري المغنيات، وكان اسم هذه الجارية خداع، وكانت ملكًا لخال الخليفة المعتصم بالله، فكان محمد يدعوها إلى مجلسه ويجلس معها، وكان أصدقائه إذا أرادوا أن يدعوه إلى مجالسهم يحضروها لكي يفرحوه بها، وفي يوم من الأيام كان الخليفة يتأهب للغزو، وكان قد أمر جميع أهل المدينة لكي يتأهبوا للخروج معه في غزوته.

وبسبب ذلك قام بعض أصدقائه بدعوته إلى مجلس لهم، وقاموا بإحضار الجارية خداع، وأوصلوا له خبرًا بأنها في المجلس تنتظره، ولكن ذلك اليوم شهد مطرًا شديدًا، وبسبب ذلك المطر لم يستطع أحد أن يخرج من منزله، فكاد محمد أن يموت من الحزن لعدم مقدرته على رؤيتها قبل أن يخرج للغزو مع الخليفة، وكتب إلى صديقه الذي قام بدعوته كتابًا كتب فيه:

تمادى القطر وانقطع السبيل
من الإلفين إذ جرت السيول

على أني ركبت إليك شوقاً
ووجه الأرض أودية تجول

وكان الشوق يقدمني دليلاً
وللمشتاق معتزماً دليل

فلم أجد للسبيل إلى حبيبٍ
أودعه وقد أفد الرحيل

وأرسلت الرسول فغاب عني
فيالله ما فعل الرسول!

وكتب له به أيضاً:

مجلس يشفى به الوطر
عاق عنه الغيم والمطر

رب خذ لي منهما فهما
رحمة عمت ولي ضرر

ما على مولاي معتبة
عذره بادٍ ومستتر

شغلت عيني بعبرتها
واستمالت قلبي الفكر

ثم بيعت هذه الجارية  فاشتراها أحد أبناء المهدي وأخذها معه إلى بيته الذي يقع في الميدان، فلم يعد يراها، وكان يبعث لها بمراسيل ومكاتيب، وعندما اشتد حنينه إليها أنشد قائلًا:

خطرت الهوى بذكر خداعٍ
هجن شوقي لا دارسات الطلول

حجبت أن ترى فلست أراها
وأرى أهلها بكل سبيل

وإذا جاءها الرسول رآها
ليت عيني مكان عين الرسول

قد أتاك الرسول ينعت ما بي
فاسمعي منه ما يقول وقولي

نبذة عن محمد بن أمية

هو محمد بن أمية بن أبي أمية البصري، وهو شاعر من شعراء العصر العباسي الأول، ولد في مدينة البصرة في العراق، وعندما شبّ انتقل إلى بغداد، وهنالك اشتهر في فترة خلافة هارون الرشيد.


شارك المقالة: