قصة قصيدة تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما:

أمّا عن مناسبة قصيدة “تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما” فيروى بأنّه في يوم دخل الشعيبي على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وهو مريض، وجلس عنده، وسأله عن حاله، فرد عليه الخليفة قائلًا: لقد أصبحت كما قال عمرو بن قميئة:

كأنِّي وقد جاوزتُ تِسْعينَ حِجَّةً
خلَعتُ بها عَنِّي عِنانَ لِجَامِي

رمَتْنِي بناتُ الدَّهر مِن حَيْثُ لا أرَى
فمَا بَالُ مَن يُرْمَى وليس بِرامِ

فلو أنَّ ما أُرمَى بنَبلٍ رَمَيْتُها
ولكنَّما أُرمَى بغَيرِ سِهامِ

وأهلكَنِي تأمِيلُ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ
وتأميلُ عَامٍ بَعد ذَاكَ وعَامِ

عَلى الرَّاحَتَيْن مَرَّةً وعَلى العَصَا
أَنوءُ ثلاثاً بَعْدَهُنَّ قِيامِي

فقال له الشعيبي: والله إنك لست كذلك يا مولاي، بل أنت كما قال لبيد عندما بلغ السبعين من عمره:

بَاتَت تَشَكَّي إلَيَّ النَّفسُ مُجهشَةً
وَقَد حَملتُكِ سَبعًا بَعدَ سَبعِيْنَا

فَإن تُزَادِي ثَلَاثًا تَبَلُغِي أَمَلًا
وَفِي الثَّلَاثِ وَفَاءٌ لِلثَّمَانِينَا

ومن بعدها عاش حتى أصبح في التسعين من عمره فأنشأ قائلًا:

كَأنِّي وقَد جَاوزت تِسْعين حِجَّةً
خَلعتُ بِهَا عَن مَنْكِبيَّ رِدَائِيَا

وعندما أصبح عمرة مائة سنة أنشد قائلًا:

وَلَقَد سَئِمتُ مِنَ الحَياةِ وَطولِها
وَسُؤالِ هَذا الناسِ كَيفَ لَبيدُ

ومن بعد ذلك عاش حتى أصبح عمره مائة وعشر سنين، فأنشد قائلًا:

أليسَ في مائةٍ قد عاشها رَجُلٌ
وفي تكامل عَشْرٍ بعدها عِبَرُ

ومن بعدها عاش حتى أصبح عمره مائة وعشرون عامًا، فأنشد قائلًا:

أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ

أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ

ومن بعدها عاش حتى أصبح عمره مائة وثلاثون عامًا، وعندها أتته الوفاة، فأنشد قائلًا:

تَمَنّى اِبنَتايَ أَن يَعيشَ أَبوهُما
وَهَل أَنا إِلّا مِن رَبيعَةَ أَو مُضَر

فَقوما فَقولا بِالَّذي قَد عَلِمتُما
وَلا تَخمِشا وَجهاً وَلا تَحلِقا شَعَر

وَقولا هُوَ المَرءُ الَّذي لا خَليلَهُ
أَضاعَ وَلا خانَ الصَديقَ وَلا غَدَر

إِلى الحَولِ ثُمَّ اِسمُ السَلامِ عَلَيكُما
وَمَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَدِ اِعتَذَر

فابتسم أمير المؤمنين وقال له: والله إنّك قد قويت من عزيمتي بقولك، وأمر له بصلة.

نبذة عن لبيد بن ربيعة:

هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، ولد في عام خمسمائة وستون ميلادي في نجد في الجزيرة العربية، ونشأ فيها، صحابي وأحد المعمرين.


شارك المقالة: