قصة قصيدة جزى الله رب الناس خير جزائه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جزى الله رب الناس خير جزائه

أمّا عن مناسبة قصيدة “جزى الله رب الناس خير جزائه” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم مر في يوم بخيمة لامرأة تدعى أم معبد الخزاعية، وكان معه، وكانت هذه الامرأة تطعم وتسقي من يمر بها، فسألها الرسول صل الله عليه وسلم إن كان عندها شيء يشربه هو ومن معه، فقالت له: والله ليس لدي شيء أسقيكم إياه، فإن عندي شاة لا تحلب، فقال لها الرسول: أتأذنين لي أن أحلبها؟، فقالت له: نعم، إن كان بها حليب، فاحلبها، فاقترب الرسول من الشاة، ومسح بيده عليها، وسمى بالله تعالى، ودعاه، ومن ثم طلب إناء، وبدأ يحلب الشاة، فخرج منها الحليب، واستمر بفعل ذلك حتى امتلأ الإناء، فقام إلى أم معبد، وسقاها من الحليب، فشربت حتى ارتوت، ومن ثم سقى أصحابه، فشربوا حتى ارتووا، ومن ثم شرب هو، ومن ثم عاد وحلب الشاة مرة أخرى، حتى امتلأ الإناء، ووضعه عند أم معبد، وغادر هو وأصحابه.

ومن بعد أن غادر الرسول صل الله عليه وسلم من عندها، جاء زوجها من السوق، وعندما رأى الحليب، قال لزوجته: من أين هذا؟، والشاة التي عندنا لا تحلب، فقالت له: نعم والله، ولكن مر من عندنا رجل مبارك، وحلبها، فخرج منها الحليب، فقال لها: صفيه لي، فوصفته، فقال لها: والله إن هذا لهو الذي تطلبه قريش، وإني والله لمتبعه إن وجدت لذلك سبيلًا، ومن ثم صعد في مكة صوت يسمعه كل الناس، من دون أن يرونه، وكان صوت حسان بن ثابت، وهو ينشد قائلًا:

جزى الله رب الناس خير جزائه
رفيقين حلا خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر وارتحلا به
فأفلح من أمسى رفيق محمد

فيا لقصي ما زوى الله عنكمو
به من فخار لا يحاذى وسؤدد

وقد غادرت وهنا لديها بحالب
يرد بها في مصدر ثم يورد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها؟
فإنكموا إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلبت
له بصريح ضرة الشاة مزبد

لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم
وقدس من يسري إليه ويغتدي

ترحل عن قوم فزالت عقولهم
وحل على قوم بنور مجدد

هداهم به – بعد الضلالة – ربهم
وأرشدهم من يتبع الحق يرشد

وقد نزلت منه على أهل يثرب
ركاب هدى حلت عليهم بأسعد

نبذة عن حسان بن ثابت

أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، من قبيلة الخزرج، وهو شاعر الرسول صل الله عليه وسلم.


شارك المقالة: