قصة قصيدة جسد ناحل ودمع يفيض

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جسد ناحل ودمع يفيض

أمّا عن مناسبة قصيدة “جسد ناحل ودمع يفيض” فيروى بأنه في يوم من الأيام صعد رجل يقال له عبد الأعلى بن علي على جبل يقال له جبل لبنان، وكان غرضه من الصعود إلى هذا الجبل أن يبحث عن أحد يتأدب منه، ويتهذب بأخلاقه، وبينما هو في هذا الجبل، استدل على شيخ في أحد كهوف الجبل، وكان يبدو على هذا الشيخ بأنه وقور، يلوح من وجهه ملامح السكينة، فسلم عليه، فرد عليه الشيخ سلامه بأفضل ما يمكن من الرد، وأجلسه، وبينما هما جالسين، بدأ المطر يهطل، وكان المطر عظيمًا، وبدأت السيول بالتشكل، وكانا على باب الكهف، فاستحى عبد الأعلى أن يدخل إلى داخل الكهف من دون إذنه، ولكن الشيخ في تلك اللحظة، قال له: هيا بنا ندخل، فدخل الاثنان، وأجلس الشيخ عبد الأعلى أمامه على صخرة.

أحس عبد الأعلى في ضيقة في صدره بسبب المطر، وكونه قد ضيق على هذا الشيخ موضعه، فنادى الشيخ على عبد الأعلى، وقال له: يا بني، من شروط الخدام التواضع والاستسلام، فقال له عبد الأعلى: وما هي علامات المحبة؟، فقال له الشيخ: إذا أصبح الجسد كأنه حية تتلوى، وأصبح قلبك يتلوى بنار الشوق، فاعلم بأنك على المحبة منطو، وكل ما تشاهد من نقمات فهي نعمٌ، فكل ما سواه يعوض إلا المحبوب، ألم ترى آدم عليه السلام، وقد رأى من العتاب والنقمة، ولكنه عندما أنزل إلى الأرض وابتعد عن محبوبه هاجر، وأخذ الشيخ ينشد قائلًا:

جسد ناحل ودمع يفيض
وهوى قاتل وقلب مريض

وسقام على التنائي شديد
وهموم وحرقة ومضيض

يا حبيب القلوب قلبي مريض
والهوى قاتلي ودمعي يفيض

إن يكن عاشق طويل بلاه
فبلائي بك الطويل والعريض

ومن بعد أن أنهى شعره صاح صيحة، ومات من فوره، فخرج عبد الأعلى من الكهف يبحث عن شخص يساعده في تجهيزه ودفنه، ولكنه لم يجد أي أحد يساعده، فعاد إلى الكهف لكي يجهزه لوحده ويدفنه، ولكنه لم يجده في مكانه الذي مات فيه، فجلس وهو متحير في أمره، فسمع أحد يقول:

رفع المحب إلى المحبوب
وفاز بالبغية والمطلوب

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة التعب من الشوق إلى الله، وطلب لقياه.


شارك المقالة: