نبذة عن أبي علي الجويني:
هو الحسن بن علي بن إبراهيم، أبو علي الجويني البغدادي، كان مقيماً ببغداد، ثم انتقل إلى مصر.
قصة قصيدة جند السماء لهذا الملك أعوان:
أمّا عن مناسبة قصيدة “جند السماء لهذا الملك أعوان” فيروى بأنّه في يوم دخل أسد الدين بن أيوب على أخيه نجم الدين يوسف بن أيوب، وسأله عن سبب عدم تزوجه، فرد عليه نجم الدين قائلًا: والله إنّي لم أجد بعد من تصلح زوجة لي، ولكن أخاه كان يرغب بأن يزوجه، فقال له: أريد أن أخطب لك، وهنالك ابنة الملك السلطان محمد بن ملك شاه، أو ابنة وزير الملك، ولكن نجم الدين لم يوافق على الزواج من أي منهما، ورفض قائلًا: إنّهن لا يصلحن لي، فتعجب أخاه من ذلك وقال له: ومن هي التي تصلح لك إذًا، فقال له نجم الدين: أريد فتاة صالحة، تمسك بيدي وتقودني إلى الجنة، أنجب منها طفلًا، ونربيه تربية صالحة، فيكبر ويصبح فارسًا ويعيد لنا القدس، فقال له أخاه: ومن أين نأتيك بزوجة فيها هذه الصفات، فقال له نجم الدين: إنّ من يخلص في نيته يرزقه الله.
وفي يوم كان نجم الدين الأيوبي جالسًا مع شيخ في المسجد، وبينما هما جالسين وإذ بفتاة تدخل إلى المسجد، وتنادي على الشيخ، فاستأذن الشيخ من نجم الدين وخرج إليها، وقال لها: لماذا لم تقبلي بالشاب الذي بعثته إليكم لكي يخطبك؟، فقالت له الفتاة: وجدته لا يصلح لي، على الرغم من حسنه ومكانته، فقال لها: وماذا تريدين يا بنيتي؟، فقالت له: أريد زوجًا صالحًا، أنجب منه طفلًا، نربيه تربية صالحة، فيكبر، ويعيد لنا القدس، وبينما هي تتحدث إلى الشيخ كان نجم الدين بن أيوب يستمع لهما.
بعد أن سمع نجم الدين بن أيوب كلامهما، نادى على الشيخ وأخبره بأنه يريد أن يتزوج منها، فقال له الشيخ: هي فقيرة، فقال له: هي من أريدها، فتزوج نجم الدين منها وأنجبا صلاح الدين الأيوبي الذي أعاد القدس للمسلمين، وهو الذي قال فيه أبو علي الجويني:
جُنْد السماء لهذا المَلْك أعوان
من شكَّ فيهم فهذا الفتح برهان
أضحت ملوك الفرنج الصِّيد في يده
صِيداً وما ضعفوا يوماً وما هانوا
كم من فحولِ ملوكٍ غودروا وهمُ
خوف الفرنجة ولدان ونسوان
هذا وكم ملك من بعده نظر
الإسلام يُطوى ويحوى وهو سكران
تسعون عاماً بلاد الله تصرخ
والإسلام نصّاره صمّ وعميان
فالآن لبى صلاح الدين دعوتهم
بأمر من هو للمعوان عوان
للناصر ادُّخرت هذي الفتوح وما
سمت لها همم الأملاك مذ كانوا
إذا طوى الله ديوان العباد فما
يطوى لأجر صلاح الدين ديوان