قصة قصيدة حبي في ذي القفار شردني
أمّا عن مناسبة قصيدة “حبي في ذي القفار شردني” فيروى بأن عبد الملك بن قريب بن عبد الملك الملقب بالأصمعي في يوم من الأيام خرج من البصرة، وتوجه إلى الصحراء، وأخذ يتنقل من بادية إلى أخرى، لكي يقضي بعض الحوائج، وبينما هو على هذه الحال، وصل إلى بادية، ودخل إلى سوقها، وأخذ يمشي في سوق هذه البادية، وبينما هو في هذا السوق، لقي فتاة، وكانت هذه الفتاة شديدة الجمال، كأنها فلقة القمر، ولم ير الأصمعي من قبل فتاة بجمال هذه الفتاة، فقرر أن يقترب منها ويتحدث إليها.
فاقترب الأصمعي منها، ورد عليها السلام، فردت عليه السلام بأفضل منه، فقال لها: يا بنت العرب، إن كلي بكلك مفتون، فقالت له الفتاة على الفور: وإن كان كذلك فإن كلي لكلك مبذول، ولكنك إن أعجبت بجمالي، وفتنت به، فإن هنالك فتاة خلفك أجمل وأحسن مني، فإن نظرت خلفك فسوف تراها، فنظر الأصمعي وراءه، ولكنه لم يجد أحدًا، فالتفت إلى الفتاة وقال لها: لا يوجد أحد خلفي، فقالت له الفتاة وهي تصرخ: ابتعد عني أيها الكاذب، عندما شاهدتك وأنت مقبل من بعيد ظننت بأنك عارف، وعندما بدأت بالكلام معي توقعت بأنك وامق، وعندما نظرت ورائك تأكدت بأن لست بعارف ولا بوامق، فأنت تدعي بأنك قد وقعت في غرامي، وفي نفس اللحظة تنظر إلى غيري، كل هذا وما زلت لم تصل إلى قربي، ومن ثم غادرت الفتاة، وبينما هي مغادرة، رفعت رأسها إلى السماء، وهي تنظر إليها وتبكي، ومن ثم أخذت تنادي قائلة: آه آه حب الوصال شردني، آه آه خوف القطيعة أزعجني، آه من الانفصال قبل الاتصال، ومن ثم أخذت تنشد قائلة:
حبي في ذي القفار شرّدني
آه من الحب ثم آه
خوف فراق الحبيب أزعجني
آه من الخوف ثم آه
شبه حالي بتاجر غرق
نجا من البحر ثم تاه
حالة الشاعرة
كانت حالة الشاعرة عندما أنشدت هذه القصيدة التألم مما أوصلها إليه حبها، والخوف من أن يفارقها من تحب،