نروي لكم اليوم خبر أول من استخدم الختم في قريش والحجاز، وهو الرسول صل الله عليه وسلم، وخبر من تلاه في حمل الختم.
قصة قصيدة حتام لا أنفك حارس سكة
أما عن مناسبة قصيدة “حتام لا أنفك حارس سكة” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم كان أول من ختم الكتاب وأهل الحجاز، وكان ذلك حينما أراد الكتابة إلى الملوك، فأخبروه بأنهم لا يقبلون الكتب إلا إن كانت مقبولة، فاتخذ عليه الصلاة والسلام ختمًا من ذهب، ولكن عندما رأى بان أختام الذهب قد ازدادت بين أصحابه، اتخذ ختمًا من ورق ونقش كتب عليه محمد رسول الله، وكانت كل كلمة منها بسطر، وبقي الختم معه حتى توفي، فأخذه أبو بكر وبقي معه حتى توفي، فأخذه عمر وبقي معه حتى توفي، وبقي مع عثمان ست سنين، وعندما ازداد عدد الكتب عليه أعطاه لأحد الأنصار ليختم عليها بدلًا منه، ولكنه أضاعه، فبحثوا عنه لكنهم لم يجدوه، فأمر بصنع ختم مماثل له، فصنعوه له.
وأما بالنسبة لديوان الخاتم فأول من اعتمده كان معاوية بن أبي سفيان، وقد ولى عليه رجل يقال له عبيد الله بن أوس الغساني، ومكتوب عليه لكل عمل ثواب، وفي خبر الخواتيم والتواقيع أنشد الشاعر قائلًا:
حتام لا أنفك حارس سكة
أدعى فأسمع مذعناً وأطيع
يتداول الناس الرئاسة بينهم
وأروم حظهم فلا أستطيع
وأكلف العبء الثقيل وإنما
يبلى بها الأتباع لا المتبوع
فعليهم الأثقال يحتملونها
وعلى الرئيس الختم والتوقيع
يقول الشاعر في هذا البيت بأن الختم والتوقيع هو للرؤساء.
وقال آخر:
يا أيها الملك المنفذ
أمره شرقاً وغرباً
امنن بختم صحيفتي
ما دام هذا الطين رطبا
وأعلم بأن جفافه مما
يعيد السهل صعبا
وقال آخر:
ختمت الفؤاد على سرها
كذاك الصحيفة بالخاتم
هوت بي إلى حبها نظرة
هوى الفراشة للجاحم