نبذة عن الشاعرة عريب:
هي جارية من جواري الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، اشتهرت بجمالها، وسرعة بديهتها وذكائها، والشعر الجميل الذي كانت تقوله.
قصة قصيدة حجبوه عن نظري فمثل شخصه:
أما عن مناسبة قصيدة “حجبوه عن نظري فمثل شخصه” فيروى بأنه كان هنالك جارية تدعى عريب، وكانت هذه الفتاة من أكثر النساء جمالًا، وأكثرهن ذكاءً، وكانت من أسرعهن جوابًا، وأخفهن روحًا، وكانت صاحبة شعر جيد، ومع هذا الشعر كانت تصوغ أجمل الألحان، وكانت عريب تحب رجلًا يدعى محمد بن حامد، وكان هو أيضًا متيمًا في هواها، وفي يوم من الأيام لقيها في السوق، فوقف معها، فقالت له: كيف حالك يا محمد؟، فقال لها: والله إنه أشقى مما كان عليه من قبل، فقالت له: عليك أن تستبدل، فقال لها: لو كان ذلك باستطاعتي لفعلت، فقالت له: والله إن تعبك ليطول، فقال لها: أعلم ذلك، ألم تسمعي بقول العباس بن الأحنف حينما قال:
تعب يطول مع الرجاء لدى الهوى
خير له مرن راحة في اليأس
وعندما سمعت عريب شعر العباس بن الأحنف بكت بكاءً شديدًا، ووصل خبر لقائهما إلى الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، فأمر بأن يقوموا بإلباسها ثوبًا من الصوف، وأن يبعثوا بها إلى السجن، وأمر أن يكون سجنها في موضع مظلم، فأرسلوها وسجنوها، وبقيت لعدة أيام لا ترى ضوء الشمس، فكانوا إذا أرادوا أن يعطوها طعامها وشرابها يبعثوه لها من تحت الباب، وفي يوم وبينما كان المأمون في مجلسه، ذكر له أحد رجاله سوء حالها، فعطف ورقّ لها وأمر بأن يخرجوها من السجن، وعندما نفذوا أمر الخليفة وفتحوا لها الباب لكي تخرج، خرجت وهي تنشد قائلة:
حجبوه عن نظري فمثل شخصه
في القلب محجب لا يحجب
وبلغ ما قالت عريب من شعر إلى الخليفة المأمون، فقال لمن أوصل له الشعر: هذه لن تفلح أبدًا، وعندما ذهبت إلى بيتها من السجن، دخلت البيت وأمسكت برقعة، وكتبت عليها لمحمد بن حامد: لقد تفاجأت من عدم زيارتك لي وأنا في السجن، ولكني قد عذرتك بالعذر الضعيف الذي ذكرته لي، ولكنك لا ينبغي لك أن تفرح بهكذا عذر.