قصة قصيدة دار الصهباء الذي لا ينتهي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة دار الصهباء الذي لا ينتهي

أمّا عن مناسبة قصيدة “دار الصهباء الذي لا ينتهي” فيروى بأن امرأة من أهل المدينة المنورة يقال لها صهباء، وهي من قبيلة هذيل، وكانت صهباء شديدة الجمال، وفي يوم من الأيام تقدم ابن عم لها لكي يتزوج منها، فزوجها له أباها، ومكثت في بيته مدة من الزمان، وهو لا يقدر عليها من شدة رقتها، وبسبب ذلك كرهته كرهًا شديدًا، وطلبت منه أن يطلقها، ففعل، وبعد ذلك بمدة أصاب المدينة المنورة مطر شديد، وكان ذلك في فصل الخريف، وتكون سيل عظيم، فخرج أهل المدينة، وتوجهوا صوب الجبال، لكي يحتموا من خطر السيل، وخرجت معهم صهباء، وكانت مع أهلها، وكان من بين الخارجين رجل يقال له ابن جحش، وكان وقتها مع أصدقاء له، وعندما انتصف النهار، وأصبح الوادي خاليًا من الناس، توجهت صهباء نحو بركة من الماء، ونزلت فيها تستنقع، وفي تلك اللحظة نزل ابن جحش إلى تلك البركة، ورآها وأحبها وتعلق قلبه بها.

وكان في المدينة المنورة دلالة يقال لها قطبة، وكانت قطبة تعرف جميع بنات المدينة، فأتاها ابن جحش، ودخل إلى مجلسها، وجلس معها، وسألها عن صهباء، وطلب منها أن تخطبها له، فقالت له: إن رجل من أهل المدينة يقال له عيسى بن طلحة بن عبيد الله قد خطبها، وإن أهلها يحبونه، ولا أظنهم سوف يتخطون عنه من أجلك، فقال لها ابن جحش: إن كل عبد من عبيدي حر لوجه الله تعالى لو أنك استطعت أن تزوجيني منها، وإن لم تفعلي فإني سوف أضربك ضربة بسيفي، وكان ابن جحش شجاعًا جسورًا، فخافت منه قطبة، وتوجهت إلى بيت صهباء، ودخلت على أهلها، وتحدثت إليهم، فذكرت صهباء ابن عمها، فقالت قطبة لعمة صهباء: وما به قد طلقها؟، فأخبرتها عمتها بخبره، فقالت لها قطبة، وتعمدت أن تسمع صهباء حديثها: لو كان ابن جحش متزوج منها لألبسها اللؤلؤ، ثم خرجت من منزلهم.

فبعثت صهباء إليها بأن تخبر ابن جحش بأن يتقدم لخطبتها، فخرجت قطبة، وأتت ابن جحش، وأخبرته بأن يذهب إلى بيت صهباء، ويخطبها من أهلها، ففعل، وخطبها، وتزوج منها، وفيها أنشد قائلًا:

دار الصّهباء الذي لا ينتهي
عن ذكرها أبداً ولا ينهاها

صفراء يطويها الضّجيع لطافةً
طيّ الجمانة ليّناً مثناها

نعم الضّجيع إذا النّجوم تغوّرت
بالقرب أخراها على أولاها.

نبذة عن ابن جحش

هو عبد الله بن جحش، شاعر من شعراء العصر الأموي، اشتهر بشجاعته وبسالته، توفي في فترة خلافة عبد الملك بن مروان.

المصدر: كتاب " أخبار النساء" تأليف ابن الجوزيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: