قصة قصيدة دعاني أميري كي أفوه بحاجتي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة دعاني أميري كي أفوه بحاجتي

أمّا عن مناسبة قصيدة “دعاني أميري كي أفوه بحاجتي” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام معاوية بن أبي سفيان بوضع عبيد الله بن زياد واليًا على إمارة البصرة في العراق، وعندما دخل إلى البصرة، وجلس في مجلسه، أتاه أبو الأسود الدؤلي، وهنأه بمنصبه، فأكرمه عبيد الله وأحسن مقامه عنده، وقربه منه.

وأصبح أبو الأسود الدؤلي كثير التردد على مجلس عبيد الله بن زياد، وفي يوم من الأيام دخل أبو الأسود إلى مجلس عبيد الله بن زياد، وكان يبدو على وجهه عدم الارتياح، فأحس عبيد الله بن زياد بذلك، وسأله عما به، فأخبره أبو الأسود بأن عليه دينًا، وبأنه حاول كل السبل لكي يقضي ذلك الدين، ولكن من دون أي فائدة، فقال له عبيد الله: تعال إلى مجلسي في الغد، وارفع إلى حاجتك هذه، وبإذن الله سوف أقضيها لك.

وفي اليوم التالي، دخل أبو الأسود إلى مجلس عبيد الله، وجلس معه، وكان ينتظر من عبيد الله أن يقضي له حاجته، وحينما رأى بأنه لم يأتي على ذكرها، قال له: يا مولاي، لي حاجة وعدتني بأن تقضيها لي، فقال له عبيد الله: تعال إلي في الغد وسوف أقضيها لك بإذن الله، فعاد إلى مجلسه في اليوم التالي، وجلس معه، ولكن عبيد الله تغافل أيضًا عن قضاء حاجته، فخرج أبو الأسود من مجلسه، وأنشد قائلًا:

دَعاني أَميري كَي أَفوهَ بِحاجَتي
فَقُلتُ فَما رَدَّ الجَوابَ وَما استَمَع

فَقُلتُ وَلَم أَحسُس بِشيءٍ وَلَم أَصُن
كَلامي وَخيرُ القَولِ ما صينَ أَو نَفع

فَأَجمَعتُ يَأساً لا لُبانَةَ بَعده
وَلَليأسُ أَدنى لِلعَفافِ مِنَ الطَمَع

نبذة عن أبي الأسود الدؤلي

هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، أحد اسياد التابعين، ولد في عام ستة عشر قبل الهجرة، وأسلم، ولكنه لم يلقَ الرسول صل الله عليه وسلم، كان فقيهًا ومحدثًا وشاعرًا.

هو أول من وضع علم النحو، وهو أول من شكل أحرف المصحف بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب.

وضعه علي بن أبي طالب واليًا على إمارة البصرة في العراق.

توفي في عام تسعة وستون للهجرة في البصرة.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: